للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها: زوال الرضا واستبداله بالسخط.

ومنها: زوال الطمأنينةِ باللَّه والسكون إليه والإيواءِ عنده، واستبدال الطرد والبعد منه.

ومنها: وقوعه في بئر الحسرات. فلا يزال في حسرة دائمة، كلَّما نال لذَّةً نازعته نفسُه إلى نظيرها (١) إن لم يقضِ منها وطرًا، أو إلى غيرها إن قضى وطره منها، وما يعجز عنه من ذلك أضعافُ أضعافِ ما يقدر عليه، وكلَّما اشتدَّ نزوعُه وعرف عجزَه اشتدَّت حسرته وحزنه. فيا لها نارًا قد عُذبَ بها القلبُ في هذه الدار قبل نار اللَّه الموقَدة التي تطّلع على الأفئدة!

ومنها: فقره بعد غناه. فإنَّه كان غنيًّا بما معه من رأس مال الإيمان، وهو يتّجر به ويربح الأرباح الكثيرة؛ فإذا سُلِبَ رأسَ ماله أصبح فقيرًا معدِمًا. فإلى أن يسعى في تحصيل رأس مالٍ آخرَ بالتوبة النصوح والجدّ والتشمير، قد فاته (٢) ربح كثير، بما أضاعه من رأس ماله.

ومنها: نقصان رزقه، فإنَّ العبد يُحرَم الرزقَ بالذنب يصيبه (٣).


(١) "ب": "نظيرتها".
(٢) كتب في الأصل أولًا: "فإمّا أن يسعى. . . التشمير وإمّا أن لا يسعى في ذلك قد فاته" ثم ضرب على "وإما أن لا يسعى في ذلك" وأصلح "فإما" فقرأتها كما أثبت. وقرأ ناسخ "ف": "فأنّى أن يسعى. . . "، وفي "ب، ك": "فإما. . . وقد فاته". وفي "ط": "فإما أن يسعى بتحصيل. . . التشمير [وإلّا] فقد فاته".
(٣) يشير إلى ما أخرجه أحمد (٢٢٣٨٦)، وابن ماجه (٤٠٢٢)، وابن حبان (٨٧٢)، والحاكم (١٨١٤) وغيرهم. والحديث صححه ابن حبان والحاكم وحسنه البوصيري، قلت: فيه عبد اللَّه بن أبي الجعد، فيه جهالة، ولا يدرى أسمع من ثوبان أم لا (ز).