للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعنه: "العالم والمتعلِّم شريكان في الأجر، ولا خيرَ في سائر الناس بعدُ" (١).

وعنه -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال: "نضَّر اللَّه امرأً سمع مقالتي فوعاها فأدَّاها إلى من سمعها" (٢).

والأحاديث في هذا كثيرة جدًّا (٣)، وقد ذكرنا مائتي دليل على فضل العلم وأهله في كتاب مفرد (٤). فيا لها من مرتبةٍ ما أعلاها، ومنقبةٍ ما أجلّها وأسناها، أن يكون المرءُ في حياته مشغولًا ببعض أشغاله، أو في قبره قد صار أشلاءً متمزِّقة وأوصالًا متفرِّقة، وصحفُ حسناته متزايدةٌ تملى فيها الحسنات كلَّ وقت، وأعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب. تلك -واللَّه- المكارم والغنائم! وفي ذلك فليتنافس


= وابن عبد البر. انظر: جامع بيان العلم وفضله (١/ ١٦٢، ١٦٤)، وفتح الباري (١/ ١٦٠)، وتحقيق المسند (٣٦/ ٤٦ - ٤٧). (ز).
(١) أخرجه ابن ماجه (٢٢٨) من طريق على بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة. وقال البوصيري: "هذا إسناد فيه على بن يزيد بن جدعان، والجمهور على تضعيفه". (ز).
(٢) "ب": "كما سمعها". "ك": "وأداها". "ط": "وأداها كما سمعها". (ص). والحديث أخرجه أحمد (٤١٥٧)، وأبو داود (٣٦٦٠)، والترمذي (٢٦٥٧، ٢٦٥٨)، وابن ماجه (٢٣٢) من حديث عبد اللَّه بن مسعود. وقد صححه الترمذي وابن حبان وأبو نعيم وابن حجر. (ز).
(٣) "جدًّا" ساقط من "ك، ط".
(٤) سمّاه ابن رجب في ترجمة المؤلف "فضل العلماء". انظر: ذيل طبقات الحنابلة (٥/ ١٧٥). ولكن الداودي الذي اعتمد على ابن رجب ذكره في طبقات المفسرين (٢/ ٩٣) باسم "فضل العلم". وقد ذكر المؤلف في مفتاح دار السعادة أيضًا ثلاثة وخمسين وجهًا ومائة وجه في فضل العلم.