للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كفار قريش: الملائكة بنات اللَّه، وأمهاتهم بنات سَرَوات الجنّ. قال اللَّه: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨)} [الصافات/ ١٥٨] ستُحضَر (١) للحساب".

ثمَّ ذكر حديث أبي سعيد (٢): "إذا كنتَ في غنمك وباديتك (٣)، فأذَّنتَ بالصلاة، فارفع صوتَك بالنِّداءِ (٤)؛ فإنَّه لا يسمع مدى صوت المؤذِّن جنّ ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة" سمعته من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. هذا ما ذكره في الباب.

وقد ذهب جمهور النَّاس إلى أنَّ مؤمنيهم في الجنَّة. وحكي عن أبي حنيفة وغيره أنَّ ثوابهم نجاتهم من النَّار. واحتُجَّ لهذا القول (٥) بقوله تعالى حكايةً عنهم: {يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (٣١)} (٦) [الأحقاف/ ٣١] فجعل غاية ثوابهم إجارتَهم من العذاب الأليم. وأمَّا الجمهور فقالوا: مؤمنهم في الجنَّة، كما أنَّ كافرهم في النَّار (٧). ثمَّ اختلفوا فأطلق أكثر النَّاس دخولَ الجنَّة ولم يقيِّدوه. وقال سهل بن عبد اللَّه: يكونون في رَبَض الجنَّة،


= هنا موافق لمتن الصحيح في الفتح (٦/ ٣٤٦).
(١) "ب": "سيحضرون".
(٢) برقم (٣٢٩٦).
(٣) "ط": "أو باديتك".
(٤) "بالنداء" سقط من "ف" سهوًا.
(٥) "القول" ساقط من "ط".
(٦) لم يثبت الآية كاملة في "ك". وكذا في "ط".
(٧) ذكر المؤلف في مفتاح دار السعادة (١/ ١٨٩ - ١٩٤) عشرة دلائل على قول الجمهور.