الهجرة الأولى-، ومأساة أوجادين الصومالية الإسلامية، ولم يكتف حكام الحبشة بهاتين المأساتين، بل مضوا في إحداث المشاكل مع الدولة المسلمة المجاورة عن طريق المتمردين كما حدث للسودان الجنوبية.
مأساة ألبانيا:
يمثل المسلمون في ألبانيا أكثر من ٧٠ % من مجموع السكان، في حين أن الأقلية الحاكمة لا تزيد عن ٢٠ % من السكان.
انتهى نفوذ الخلافة العثمانية في ألبانيا سنة (١٣٢٧ هـ - ١٩١٧ م)، وانتخب أحمد زوغو رئيسًا لها وقد أعلن عن نفسه ملكًا لألبانيا عام (١٣٤٧ هـ)، وكان ملكًا سيئًا حاول مسايرة الدول الأوروبية وطمس التقاليد الإسلامية، وفي الحرب العالمية الثانية سقط هذا الملك واحتلت إيطاليا ألبانيا، وبعد انتهاء الحرب أجريت الانتخابات المزيفة لاختيار حاكم البلاد، وفيها فاز الشيوعيون الذين تمكنوا من السيطرة على مقاليد البلاد منذ عام (١٩٤٤ م)(١).
في البداية -كما هو المعتاد- لم يظهر الشيوعيون نواياهم الخبيثة ضد المواطنين من أتباع الأديان، وهم المسلمون والمسيحيون، ولكن سرعان ما بدءوا التخطيط المنظم والضغط التدريجي، فأغلقوا المدارس الإسلامية بالتدريج، وحوَّلوا المساجد إلى مناطق سياحية ومنعوا المسلمين من دخولها لإقامة الشعائر بها، كذلك الأمر بالنسبة للكنائس.
وحاصرت الحكومة علماء الدين، وراح المدرسون الحكوميون يهاجمون فكرة الدين وينفثون في نفوس الأطفال روح الإلحاد والشيوعية، ويضطهدون أي طالب يصلي أو يصوم، كما جرت تصفيات واسعة النطاق للمسلمين في الوظائف العامة والجيش.
وبعد إصدار الحكومة الشيوعية قرارها عام (١٩٦٧ م) باعتبار ألبانيا دولة لا دينية
(١) المسلمون تحت سيطرة الشيوعية، الأستاذ. محمود شاكر، المكتب الإسلامي، بيروت، ط ٣، ١٤٠٢ هـ (ص ١١٩).