للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله الدليل على سبيل الهدى فيها" (١).

[٩ - النصوص واضحة المعاني ظاهرة المراد]

قال ابن القيم -رحمه الله-: "وكذلك عامة ألفاظ القرآن نعلم قطعًا مراد الله ورسوله منها، كما نعلم قطعًا أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بلغها عن الله تعالى، فغالب معاني القرآن معلوم أنها مراد الله، خبرًا كانت أو طلبًا، بل العلم بمراد الله من كلامه أوضح وأظهر من العلم بمراد كل متكلم من كلامه؛ لكمال علم المتكلم وكمال بيانه، وكمال هداه وإرشاده، وكمال تيسيره للقرآن، حفظًا وفهمًا، عملًا وتلاوة.

فكما بلَّغ الرسول ألفاظ القرآن للأمة بلَّغهم معانيه، بل كانت عنايته بتبليغ معانيه أعظم من مجرد تبليغ ألفاظه" (٢).

ومما يشهد للصحابة في فهمهم مراد الله ومراد نبيه - صلى الله عليه وسلم -، والأخذ بظواهر النصوص، وتفسيرها بما يظهر منها: قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه" (٣).

وقال مسروق -رحمه الله-: "كان عبد الله يقرأ علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويفسرها عامَّة النهار" (٤).


(١) الرسالة، للشافعي، (ص ٢٠).
(٢) الصواعق المرسلة، لابن القيم، (٢/ ٦٣٦).
(٣) أخرجه: البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: القراء من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، (٥٠٠٢)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة -رضي الله عنهم-، باب: من فضائل عبد الله بن مسعود وأمه -رضي الله عنهما-، (٢٤٦٣)، من حديث مسروق قال: قال عبد الله. . . فذكره.
(٤) تفسير الطبري، (١/ ٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>