إن كل فائدة ترجى وكل ثمرة تجنى من دراسة الشريعة والفقه الإسلامي هي ثابتة كذلك لدى دراسة فقه النوازل، وتتبدى تلك الغايات الجليلة من جهات عديدة، وحيثيات متنوعة؛ إلا أنها تعود وترجع إلى جوانب ثلاثة، هي:
أولًا: ثمرته بالنسبة للشريعة والفقه الإسلامي.
ثانيًا: ثمرته بالنسبة للمجتمع الإسلامي.
ثالثًا: ثمرته بالنسبة للفقيه والمجتهد.
وفيما يلي تفصيل لهذه الجهات وبيان لتلك الثمرات:
[المطلب الأول: ثمرته بالنسبة للشريعة والفقه الإسلامي]
تجديد الأدلة وتنويعها على إعجاز الشريعة:
مع تناهي الأدلة وتعاقب النوازل، وتجدد الحوادث؛ فإن الشريعة التي تفرض الاجتهاد، لا ينضب معين الأحكام فيها على مر العصور، وكر الدهور، وما ذاك إلا لأنها وحي يوحى، قال تعالى:{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم: ٤]، وفي الحديث:"ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيته وحيًا أوحاه الله إليَّ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة"(١).
(١) أخرجه: البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: كيف نزول الوحي وأول ما نزل، (٤٩٨١)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب: وجوب الإيمان برسالة نيينا محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى جميع الناس ونسخ الملل بملته، (١٥٢)، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.