للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجملة، فليس في المؤمنين إلا من يوجب اتباع الكتاب، وكذلك كل ما سنَّه الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فالقرآن يأمر باتباعه فيه، والمؤمنون مجمعون على ذلك، وكذلك كل ما أجمع عليه المسلمون فإنه لا يكون إلا حقًّا موافقًا لما في الكتاب والسنة" (١).

ومما مضى يتبين أن الكتاب والسنة هما أصل الأدلة الأربعة المتفق عليها، وهذا الأصل قد يسمى بالنقل أو الوحي أو السمع أو الشرع أو النص أو الخبر أو الأثر، ويقابله العقل أو الرأي أو النظر أو الاجتهاد أو الاستنباط.

خصائص النصوص:

ولعله يحسن أن نعرِّج على خصائص النصوص من الكتاب والسنة؛ حيث إن معرفة ما للنصوص من مميزات وخصائص تبين السبب في التعويل عليها والصدور عنها:

[١ - النصوص وحي الله تعالى]

سواء أكانت من القرآن الكريم أم السنة الصحيحة المطهرة، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (٣) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: ٣ - ٤]، وكلاهما بلغنا عن نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فالكتاب سمع منه تبليغًا عن ربه تعالى، والسنة صدرت عنه تبيينًا (٢).

قال تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: ١٩].

[٢ - النصوص محفوظة بحفظ الله]

كما قال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: ٩]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "والله تعالى قد ضمن حفظ ما أوحاه إليه - صلى الله عليه وسلم - وأنزل عليه، ليقيم به حجته على العباد إلى آخر الدهر" (٣).


(١) مجموع الفتاوي، لابن تيمية، (٧/ ٤٠).
(٢) الرسالة، للشافعي، (ص ٣٣)، الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، لشمس الدين محمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية، تحقيق: علي محمد الدخيل، دار العاصمة، الرياض، ط ٣، ١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م، (٣/ ٨٨٠).
(٣) مختصر الصواعق المرسلة، لابن القيم، اختصره الشيخ محمد الموصلي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، =

<<  <  ج: ص:  >  >>