للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاضطرار بعد ذكر تحريم الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وما أُهِلَّ لغير الله به (١).

ثم إن جميع أدلة نفي الحرج والتيسير ورفع المشقات دالة على المراد، وقد تقدمت.

ثانيًا: السنة المطهرة:

١ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا ضرر ولا ضرار" (٢).

٢ - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وأعوذ بك من ضراءَ مضرةٍ، وفتنةٍ مضلةٍ" (٣).

٣ - وقوله - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- قال: قلت: يا نبي الله؛ إنَّا بأرض قومٍ أهل الكتاب، أفنأكل في آنيتهم، وبأرض صيد: أصيد بقوسي وبكلبي الذي ليس بمعلَّم وبكلبي المعلَّم؛ فما يصلح لي؟ قال: "أما ما ذكرت من أهل الكتاب: فإن وجدتم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا فاغسلوها وكلوا فيها. وما صدتَ بقوسك فذكرتَ اسم الله فكُلْ، وما صدتَ بكلبك المعلَّم فذكرتَ اسم الله فكُلْ، وما صدتَ بكلبك غير معلَّم فأدركتَ ذكاته فكُلْ" (٤).

وجه الدالة:

دلت هذه الأحاديث بجملتها على نفي الضرر والاضطرار في دين الله تعالى، وأفاد


(١) تفسير البحر المحيط، لمحمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي، تحقيق: مجموعة من الباحثين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤١٣ هـ - ١٩٩٣ م، (١/ ٦٦٤).
(٢) أخرجه: ابن ماجه: كتاب الأحكام، باب: من بني في حقه ما يضر جاره، (٢٣٤٠)، والإمام أحمد في "مسنده" (٥/ ٣٢٦)، وغيرهما، من حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه-. ورُوي من أحاديث: ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وجابر، وغيرهم -رضي الله عنهم-. وصححه الألباني في "إرواء الغليل"، المكتب الإسلامي، بيروت، ط ٢، ١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م، (٨٩٦).
(٣) أخرجه: النسائي، كتاب السهو، باب: نوع آخر من الدعاء، (١٣٠٦)، والإمام أحمد في "مسنده" (٤/ ٢٦٤)، من حديث عمار بن ياسر -رضي الله عنهما-، وهو قطعة من دعاء كان يقوله عمار في صلاته سمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم -. وصححه ابن حبان (٥/ ٣٠٤)، والحاكم (١/ ٥٢٣).
(٤) أخرجه: البخاري، كتاب الذبائح، باب: صيد القوس، (٥٤٧٨)، ومسلم، كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب: الصيد بالكلاب المعلمة، (١٩٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>