للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم رفع بقي لهم شبهة كتاب، وهذا القدر يؤثر في حقن دمائهم بالجزية، وأما الفروج والذبائح فحلها مخصوص بأهل الكتاب (١).

بل لقد صح عن عمر أن المجوس ليسوا بأهل كتاب (٢).

وبالرغم من أن الرواية السابقة قد جاءت عن علي، فقد جاء عنه أيضًا النص في تحريم نكاح النساء المجوسيات، فقال: "أَخَذَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخراج منهم -أي: المجوس- لأجل كتابهم، وحرم مناكحتهم وذبائحهم لشركهم" (٣).

المناقشة: هذا الأثر ضعيف، وقد تقدم الكلام عنه.

الترجيح: يحرم نكاح المجوسيات وعبدة النار ومن في حكمهن؛ لضعف أدلة القائلين بهذا، وصحة انعقاد الإجماع على الحرمة، ودخولهن في عموم المشركات، وعدم ثبوت كتاب موجود بين أيديهم تصح نسبته لنبي من أنبياء الله تعالى (٤).

[المطلب الثاني: حكم زواج المسلم من الكتابية]

الكتابية قد تكون ذمية مقيمة في بلاد الإسلام، أو هي من أهلها، وقد تكون معاهدة مستأمنة من أهل دار الحرب، أو حربية.

وثمة اختلاف بين الفقهاء في حكم هذه الحالات، والذي سوف يسير عليه البحث هو دراسة حكم نكاح الكتابية الحربية في دار الحرب؛ لأنها أشد الصور وأبعدها ثم نتنزل إلى ما هو أدون.


(١) مجموع الفتاوي، لابن تيمية، (٣٢/ ١٨٩).
(٢) فتح الباري، لابن حجر، (٦/ ٢٦١).
(٣) الخراج، لأبي يوسف، (ص ١٣٠).
(٤) الأحكام الفقهية لما يعرض للمسلم المقيم في دار الكفر، ليوسف الجبر، (٩٧٠ - ٩٧٥)، فقه الأقليات المسلمة، خالد عبد القادر، (٤٠٧ - ٤١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>