كما أن الأصولي يتمكن بواسطتها من الردِّ على المخالفين، وأن يقيم منهاج الاستدلال وإقامة الحجة على المعاندين.
وهذه القواعد تمس إليها حاجة المفسِّر لكتاب الله، والشارح لحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما يعتني بها الباحث في أصول العقيدة والدين؛ لكونها تنمي ملكة الفهم الصحيح، وتولِّد الرشاد في التفكير والاستنباط.
وهي تعين على المقارنة يين المذاهب، وتمد الباحث بمعين لا ينضب في أصول الترجيح ولا بد.
ولا شك أن علم أصول الفقه واستنباط الأحكام هو من أجلِّ علوم أئمة المسلمين، وهو كما قال أبو حامد الغزالي -رحمه الله- العلم الذي:"ازدوج فيه العقل والسمع، واصطحب فيه الرأي والشرع. . . فإنه يأخذ من صفو الرأي والشرع سواء السبيل"(١).
[المطلب الثاني: تعريف القواعد المقاصدية, وبيان أهميتها وصلتها بالقواعد الأصولية]
[الفرع الأول: تعريف القواعد المقاصدية]
المقاصد لغةً:
المقاصد: جمع مقصَد -بفتح ما قبل الآخر- إذا أريد المصدر بمعنى القصد.
أما إذا أريد المكان بمعنى جهة القصد، فيكسر ما قبل الآخر، مقصِد.
وقصد لها عدة معانٍ فهي تدل على استقامة الطريق، كما قال تعالى:{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}[النحل:٩].
أي: بيان الطريق المستقيم.
كما تدل على العدل والتوسط، ومنه قوله تعالى:{وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}[لقمان: ١٩].