للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المبحث الثالث

مفهوم نوازل الأقليات

[المطلب الأول: تعريف الأقليات المسلمة]

الأقليات لغةً:

جمع أَقَلِّيَّة، بفتح القاف، وتشديد اللام المكسورة، والياء المشددة المفتوحة، من القِلَّةَ، وهي ضد الكثرة، وأقَلَّ أي: أتى بالقليل، أو جعله قليلًا (١)، والأقلية خلاف الأكثرية (٢).

وقال عمرو بن كلثوم يفاخر بكثرة قومه:

مَلأَنْا الْبَرَّ حَتَّى ضَاقَ عَنَّا ... وماء الْبَحْرِ نَمْلَؤُهُ سَفِيْنَا (٣)

وقال السَّمَوْءَلُ يعتذر عن قلَّة قومه:

تُعَيِّرُنَا أَنَّا قَلِيْلٌ عَدِيْدُنَاْ ... فَقُلْتُ لَهَا: إِنَّ الْكِرَامَ قَلِيْلُ (٤)

الأقليات شرعًا:

لقد ورد لفظ القلة في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -، واستعمل كثيرًا بمعناه اللغوي الذي يدور حول القلَّة العددية في مقابل الكثرة العددية أيضًا، ولكن دون أبعاد معنوية أخرى، فأحيانًا يحدثنا القرآن عن الكثرة في سياق التذكير بالنعمة، وإظهار الفضل والمنة، كما قال


(١) لسان العرب، لابن منظور، (١١/ ٢٨٧)، ترتيب القاموس المحيط، الطاهر أحمد الزاوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ١٣٩٩ هـ - ١٩٧٩ م، (٣/ ٦٨١).
(٢) المعجم الوسيط، لمجمع اللغة العربية، دار الدعوة، القاهرة، (٢/ ٧٥٦).
(٣) شرح المعلقات السبع، لأبي عبد الله الحسين بن أحمد الزوزني، الدار العالية، ١٩٩٣ م، (ص ١٢٧).
(٤) شرح ديوان الحماسة، لأبي زكريا يحيى بن علي التبريزي الشهير بالخطيب، عالم الكتب، بيروت، (١/ ٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>