للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنها تقضي الصوم؛ لأنها من أهل العبادة في الجملة (١).

وقد اسْتُدِلَّ لهذه القاعدة من القرآن الكريم، والسنة المطهرة، والإجماع، والمعقول.

أولًا: القرآن الكريم:

قال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال: ٣٨].

وجه الدلالة:

"قل يا محمد للذين كفروا من مشركي قومك: إن ينتهوا عما هم عليه مقيمون من كفرهم بالله ورسوله وقتالك، وقتال المؤمنين فينيبوا إلى الإيمان يغفر الله لهم ما قد خلا ومضى من ذنوبهم قبل إيمانهم وإنابتهم إلى طاعة الله وطاعة رسوله بإيمانهم وتوبتهم" (٢).

ثانيًا: السنة المطهرة:

١ - حديث: "أما علمتَ أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله" (٣).

وجه الدلالة:

الإسلام يهدم ما قبله من ترك الواجبات وفعل المحرمات، والتعبير بالهدم والجَبِّ والحَتِّ دليل على الاستئصال التام لما كان قبل الإسلام، والتعبير عما كان قبله يدل على الشمول أيضًا.

ولم يثبت أنه - صلى الله عليه وسلم - أمر أحدًا ممن أسلم بقضاء.

٢ - حديث معاذ حين بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن فقال له: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعْلِمْهم أن الله قد افترض عليهم


(١) حاشية، البجيرمي على الخطيب، لسليمان بن محمد بن عمر البجيرمي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م، (٢/ ٤٥).
(٢) "تفسير الطبري، (١١/ ١٧٦).
(٣) أخرجه: مسلم، كتاب الإيمان، باب: كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج، (١٢١)، من حديث عمرو بن العاص -رضي الله عنه-، في سياق حكاية قصة إسلامه وهو على فراش الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>