للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذوات إلا من جهة النصوص.

وهذا مذهب أكثر أصوليي الحنفية وبعض الحنابلة (١).

ويلاحظ أن المعتزلة بالغوا في وظيفة العقل حتى جعلوه مصدرًا للتشريع، متقدمًا على النقل، وقد جانبوا الصواب حين قصروا الأوصاف المقتضية للأحكام على الأوصاف الذاتية فقط (٢).

وأما الأشاعرة فكان مذهبهم بمثابة رد فعلٍ لمذهب المعتزلة، وذلك حين نفوا العلاقة بين الحكم الشرعي والخصائص الذاتية والملازمة.

ثم إنهم عادوا فتناقضوا حين قالوا: إن الأحكام الشرعية معلَّلة، وذكروا الحِكَم المرتبطة بها عند الدخول في مسائل الفقه (٣).

وقد وقع هذا الاضطراب عند الرازي (٤)، والعز ابن عبد السلام وغيرهما.

يقول العز ابن عبد السلام -رحمه الله-معتمدًا مذهب جمهور الأصوليين-: "وليس


(١) المعتمد في أصول الفقه، لأبي الحسين محمد بن علي بن الطيب البصري، تحقيق: خليل الميس، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط ١ (١٤٠٣)، (٢/ ٢٠١)، وآراء المعتزلة الأصولية، لعلي بن سعد الضويحي، مكتبة الرشد، الرياض، ط ١، ١٤١٥ هـ، (ص ١٩٠) وما بعدها، ميزان الأصول، للسمرقندي، (ص ٢٩٠)، تيسير التحرير، لأمير باد شاه، (١/ ١٧٢)، المغني في أصول الفقه، لجلال الدين أبي محمد عمر بن محمد بن عمر الخبازي، تحقيق: محمد مظهر بقا، مركز البحث العلمي وإحياء التراث بجامعة أم القرى، ط ١ (١٤٠٣)، (ص ٦٠)، وسلم الوصول للمطيعي، (١/ ٨٥).
(٢) مجموع الفتاوي، لابن تيمية، (١١/ ٣٥٤)، إعلام الموقعين، لابن القيم، (٢/ ١٢).
(٣) الإبهاج في شرح منهاج الوصول إلى علم الأصول، لعلي بن عبد الكافي السبكي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط ١، ١٤٠٤ هـ، (٣/ ٤٠ - ٤١).
(٤) أبو عبد الله، فخر الدين، محمد عمر بن الحسين بن الحسن الرازي الطبرستاني، ولد سنة (٥٤٤ هـ)، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: العلامة الكبير ذو الفنون، الأصولي المفسر، كبير الأذكياء والحكماء والمصنفين، له مصنفات كثيرة منها: التفسير الكبير، المحصول في علم الأصول، المطالب في الحكمة، ولد سنة ٥٤٤ هـ، وتوفي ٦٠٦ هـ. سير أعلام النبلاء، (٢١/ ٥٠٠)، وفيات الأعيان، لابن خلكان، (٤/ ٢٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>