للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إدراجه ضمن "الفقه" بالمعنى العام الذي يشمل كل جوانب الشرع اعتقادًا وعملًا، بالمعنى الذي قصده النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" (١).

أو الفقه الاكبر كما دعاه الإمام أبو حنيفة -رحمه الله-، وأطلقه على الكتاب المنسوب إليه؛ لذلك رأينا ضرورة ربطه بالفقه الأكبر وضعًا للجزء في إطار الكل، وتجاوزًا للفراغ التشريعي أو الفقهي" (٢).

وبدرجة ما ينضم د. جمال الدين عطية إلى هذا الاتجاه (٣)، ود. جمال الدين كان مستشارًا أكاديميًّا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ومديرًا لمكتبه بالقاهرة في الفترة من ١٩٨٧ م - ١٩٩٢ م، وأمينًا عامًّا للموسوعة الفقهية بوزارة الأوقاف الكويتية في الفترة من ١٩٦٩ م - ١٩٧١ م، وهو الآن مدير لمشروع معلمة القواعد الفقهية التابع للمجمع الفقهي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي.

ويبدو هذا المنحى مباينًا ومزايلًا لمنحى الجماهير سلفًا وخلفًا، فما رأينا منذ محمد بن الحسن الشيباني في كتابيه السير الكبير والصغير من دعا إلى هذا، وإن "الاجتهاد الانتقائي" الذي يتحدث عنه، فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي بقوله: "ينتقي من القديم في ضوء الأصول والاعتبارات الشرعية"، و"الاجتهاد الإبداعي"، والذي يواجه ما امتلأت به الحياة المعاصرة من ألوف المسائل الجديدة التي لا يمكن أن تجد لها جوابًا مباشرًا في تراثنا الفقهي العظيم، هذا الاجتهاد الإبداعي وسابقه الانتقائي يراعيان الاستناد إلى القواعد الفقهية الأصولية التي أصَّلها العلماء وحررها الفقهاء، وهي كثيرة وفيرة، وقد ذكر منها الدكتور القرضاوي نفسه نحو أربعين قاعدة (٤).


(١) سبق تخريجه.
(٢) في فقه الأقليات المسلمة، د. طه جابر العلواني، دار نهضة مصر القاهرة، ط ١، (٢٠٠٠ م)، (ص ٥).
(٣) يراجع: نحو فقه جديد للأقليات، د. جمال الدين عطية، (ص ٦٢ - ٦٤).
(٤) في فقه الأقليات المسلمة، د. يوسف القرضاوي، (ص ٤٠ - ٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>