للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجه الدلالة:

أفاد قوله: ولزوم الجماعة: لزومها بالمعنى العلمي وهم أهل الحق والاجتماع على الاتباع، ولزومها بالمعنى العملي وهم المجتمعون على إمام على مقتضى الشرع، فإذا شغر الزمان عن الإمام وعجز الناس عن الجماعة بالمعنى العملي السياسي فيلتزمون جماعة أهل الحل والعقد، فتجب طاعتهم، وتحرم منابذتهم؛ لأنهم إما علماء، وهؤلاء طاعتهم لازمة؛ لأنهم المراجع العلمية التي يصدر عنها الناس، وإما أمراء وزعماء، فهؤلاء طاعتهم فرض بالنص والإجماع، وإما زعماء ووجهاء، وهؤلاء يطاعون تبعًا لأولئك (١).

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عليكم بالجماعة" (٢)، وقوله: "يد الله مع الجماعة" (٣)، ونحو ذلك يفيد لزوم الجماعة والحذر من الشذوذ والفُرقة.


= "صحيحه"، بترتيب ابن بلبان، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط ٢، ١٤١٤ هـ - ١٩٩٣ م، (٢/ ٤٥٤) -واللفظ والزيادة الأخيرة له-، وغيرهما، من حديث زيد بن ثابت -رضي الله عنه-.
وفي الباب: عن ابن مسعود، وأنس بن مالك، وجبير بن مطعم، وجابر، ومعاذ بن جبل، وغيرهم -رضي الله عنهم-.
(١) أهل الحل والعقد صفاتهم ووظائفهم، د. عبد الله الطريفي، دار الفضيلة، الرياض، ط ٢، ١٤٢٥ هـ، (ص ١٣١ - ١٣٣)، جماعة المسلمين مفهومها، وكيفية لزومها، د. صلاح الصاوي، دار الصفوة، القاهرة، ط ١، ١٤٠٩ هـ، (ص ٢١)، منهج السنة في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، د. يحيى إسماعيل، (ص ٣٧ - ٦٤). التاج والإكليل، للمواق (٤/ ١٥٦).
(٢) أخرجه: الترمذي، كتاب الفتن عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، باب: ما جاء في لزوم الجماعة، (٢١٦٥)، والإمام أحمد في "مسنده" (١/ ١٨) -وليس عنده الشاهد من الحديث-، من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: خطبنا عمر بالجابية، فقال: "يا أيها الناس، إني قمت فيكم كمقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فينا، فقال: "أوصيكم بأصحابي، ثم الذين يلونهم. . . " فذكر الحديث، وفيه: "عليكم بالجماعة، وإياكم والفرقة؛ فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة. . . " الحديث. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه"، وصححه ابن حبان (١٦/ ٢٣٩)، والحاكم (١/ ١١٤).
(٣) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>