للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لذتُها وراحتُها ونعيمُها وسرورُها في القيام بعبوديته، كما كان النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول (١): "يا بلالُ أرحْنا بالصلاة" (٢)، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حُبِّبَ إليَّ من دنياكم النِّساءُ والطِّيبُ، وجُعِلَت قُرَّةُ عَيْني في الصلاةِ" (٣).

وقُرَّة العين (٤) فوق المحبة، فجعل النساءَ والطِّيب مما يحبه، وأخبر أنَّ قرَّة العين التي يطمئن القلب بالوصول إليها، وتحضره (٥) لذتُه وفرحُه (٦) وسرورُه وبهجتُه = إنَّما هو (٧) في الصلاة التي هي صلةٌ باللَّه وحضورٌ بين يديه، ومناجاةٌ له واقترابٌ منه، فكيف لا تكون قرَّةَ العين، وكيف تقَرُّ عينُ المحبِّ بسواها؟ فإذا حصل للنفس هذا الحظُّ الجليلُ فأيَّ فقرٍ تَخشَى معه، وأيُّ غنًى فاتها حتَّى تلتفتَ إليه؟

ولا يحصل لها هذا حتَّى ينقلبَ طبعُها، ويصير مجانسًا (٨) لطبيعة


(١) "ك": "كما قال النَّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-".
(٢) أخرجه أحمد (٢٣٠٨٨، ٢٣١٥٤)، وأبو داود (٤٩٨٥)، والطبراني في الكبير (٦٢١٤) وغيرهم. والحديث وقع خلاف في وصله وإرساله، وأشار الدارقطني والخطيب إلى أنَّ إرساله أصح. انظر: علل الدارقطني (٤/ ١٢٠ - ١٢٢)، وتاريخ بغداد (١٠/ ٤٤٣). (ز).
(٣) أخرجه أحمد (١٢٢٩٣، ١٢٢٩٤، ١٣٠٥٧). والنسائي (٣٩٤٠) وابن أبي عاصم في الزهد (٢٣٥). والحديث اختلف في وصله وإرساله. فصححه موصولًا الحاكم، وقوَّاه الذهبي، وجوّده العراقي، وحسَّنه ابن حجر. ورجح الدارقطني المرسل، فقال: "والمرسل أشبه بالصواب". انظر الأحاديث المختارة للضياء المقدسي (٥/ ١١٣) (ز).
(٤) "ك، ط": "فقرّة".
(٥) "ط": "ومحض لذته"، تحريف.
(٦) "ف": "فرحته"، خلاف الأصل.
(٧) كذا "هو" في الأصل وغيره. والضمير راجع إلى "قرّة العين".
(٨) "ك": "مجانبًا"، تحريف.