للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا هو الحظُّ الذي قد رضيتَه ... لنفسك في الدَّارين لو كنت تفهَمُ

وهذا هو الربحُ الذي قد كسبته ... لعمرُك لا ربحٌ ولا الأصلُ يسلَمُ

بخلتَ بشيءٍ لا يضرُّك بذلُه ... وجُدْتَ بشيءٍ مثلُه لا يُقومُ

وبعتَ نعيمًا لا انقضاءَ له ولا ... نظيرَ ببخسٍ عن قليلٍ سيُعدَمُ

فهلَّا عكستَ الأمرَ إن كنتَ حازمًا ... ولكن أضعت الحزم لو (١) كنتَ تعلمُ

وتهدِمُ ما تبني بكفِّك جاهدًا ... فأنتَ مدى الأيام تبني وتهدمُ

وعندَ مراد الحق تفنى كميِّتٍ ... وعندَ مراد النفس تُسْدِي وتُلحِمُ

وعند خلاف الأمر تحتجُّ بالقضا ... ظهير على الرحمن للجبر يزعُمُ (٢)

تُنزه تلك النفسَ عن سوءِ فعلها ... وتعتِبُ (٣) أقدارَ الإله وتظلِمُ

وتزعمُ مَعْ هذا بأنَّكَ عارف ... كذبتَ يقينًا في الذي (٤) أنت تزعمُ

وما أنت إلا جاهل ثمَّ ظالم ... وإنَّكَ بين الجاهلبن مقدمُ

إذا كان هذا نُصْحَ عبدٍ لنفسه ... فمن ذا الذي منه الهُدَى يتعلمُ

وفي مثل هذي الحال (٥) قد قال من ... مضى وأحسنَ فيما قالَه المتكلِّمُ:


(١) "ط": "إن".
(٢) كذا في الأصل و"ف". وفي غيرهما: "ظهيرًا. . . تزعم". وفي "ن": "ظهير" فزاد قارئ آنفًا!
(٣) "ط": "وتغتاب".
(٤) "ك": "بالذي".
(٥) "ك": "هذا الحال". "ط": "هذا كان".