للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الجنَّة وفريقٌ في السَّعير" (١).

وفي الترمذي عن ابن عباس قال: ردِفتُ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا فقال: يا غلامُ، ألَا أعلِّمُكَ كلماتٍ ينفعك اللَّه بهنَّ؟ احفظ اللَّه يحفظْك، احفظ اللَّه تجده أمامك. تعرَّفْ على اللَّه في الرَّخاءِ يعرفْك في الشدَّة. إذا سألتَ فاسأل اللَّه، وإذا استعنت فاستعن باللَّه. رُفِعَت الأقلامُ، وجفَّت الصحف. لَوْ جَهَدت الأُمَّة على أنْ ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللَّه لك، ولو جهدت الأمة على أن يضرّوك بشيءٍ لم يضرّوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللَّه عليك. واعلم أنَّ النصر مع الصبر، وأنَّ الفرَج مع الكرْبِ، وأنَّ مع العسر يُسْرًا" (٢).

وفي بعض روايات الحديث في غير الترمذي: "فلو أنَّ النَّاس اجتمعوا على أن يعطوك شيئًا لم يُعْطِه اللَّه لم يقدروا عليه، ولو أنَّ الناس اجتمعوا على أن يمنعوك شيئًا قدَّره اللَّه لك وكتبه لك (٣) ما استطَاعُوا، فاعبُدِ اللَّه بالصَّبْرِ مع اليقين" (٤).


= ص (١٤٥).
(١) تقدم من طريق آخر في ص (١٤٥).
(٢) تقدم في ص (١٣٢).
(٣) "وكتبه لك" ساقط من "ط".
(٤) "ك، ط": "مع الصبر على اليقين".
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير (١/ ١٢٣١) (١١٢٤٣)، والحاكم (٣/ ٦٢٤) (٦٣٠٤) من طريق ابن أبي مليكة عن ابن عباس. وقد ضعفه الذهبي من هذا الطريق فقال: "عيسى -يعني ابن محمد القرشي- ليس بمعتمد". وتقدم الحديث من طريق حنش عن ابن عباس، وهو أصح الطرق عن ابن عباس كما قاله ابن منده وغيره. انظر: جامع العلوم والحكم (١/ ٤٦١) (ز).