للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقبيح، كما يكون (١) بالنسبة إليه طاعةً ومعصيةً وبرًّا وفجورًا، بل أخص من ذلك، مثل كونه (٢) صلاةً وصيامًا وحجًّا وزنًى وسرقةً وأكلًا وشربًا، إذ ذلك موجب حاجته وظلمه وجهله وفقره وضعفه، وموجَب أمر اللَّه له ونهيه. فللَّه (٣) سبحانه الحكمة البالغة والنعمة السابغة والحمد المطلق على جميع ما خلقه وأمر به، وعلى ما لم يخلقه ممَّا لو شاء (٤) لخلقه، وعلى توفيقه الموجِب لطاعته، وعلى خِذلانَّه الموقع في معصيته.

وهو سبحانه سبقت رحمتُه غضبَه، وكتب على نفسه الرحمة، وأحسنَ كل شيء خلقه، وأتقن كل ما صنع، وما يحصل للنفوس البشرية من الضرر والأذى فله سبحانه في ذلك أعظم حكمة مطلوبة، وتلك الحكمة إنَّما تحصل على الوجه الواقع المقدر بما خلق لها من الأسباب التي لا تُنال غاياتُها إلا بها، فوجود هذه الأسباب بالنسبة إلى الخالق الحكيم سبحانه هو من الحكمة.

ولهذا يقرُن سبحانه في كتابه بين اسمه "الحكيم" واسمه "العليم" تارةً، وبينه (٥) وبين اسمه "العزيز" تارةُ (٦)، كقوله: {وَاللَّهُ عَلِيْمٌ حَكِيمٌ} [النساء/ ٢٦، الأنفال/ ٧١]، {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة/ ٢٤٥، المائدة/ ٣٨]، وقوله: {وكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء/ ١٥٨، ١٦٥، الفتح/ ٧، ١٩]، {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح/ ٤]، {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ


(١) "ط": "تكون".
(٢) "ط": "كونها".
(٣) "ك، ط": "وللَّه".
(٤) "ك، ط": "شاءه".
(٥) "وبينه" ساقط من "ط".
(٦) انظر ما سبق في ص (١٩٧).