للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نسبه إليه أَعداؤه والمعطّلون لصفاته.

ونظير هذا اشتمال (١) كلمة الإسلام -وهي شهادة أن لا إله إلّا اللَّه- على النفي والإثبات. فكان في الإتيان بالنفي في صدر هذه الكلمة من تقرير الإثبات، وتحقيق معنى الإلهية، وتجريد التوحيد الذي يُقصد بنفي الإلهيّة عن كلّ من (٢) ادعيت فيه سوى الإله الحق تبارك وتعالى. فتجريدُ هذا التوحيد من العقد واللسان بتصوّر إثبات الإلهيّة لغير اللَّه -كما قاله أعداؤه المشركون- ونفيُه وإبطالُه من القلب واللسان من تمام التوحيد وكماله، وتقريره (٣)، وظهور أعلامه، ووضوح شواهده، وصدق براهينه.

ونظير ذلك أيضًا أنّ تكذيَب أعداءِ الرسل لهم (٤) وردَّهم ما جاؤوهم به كان من الأسباب الموجِبة ظهورَ براهينِ صدقِ الرسل، ودفعَ ما احتجّ به أعداؤهم عليهم من الشبه (٥) الداحضة، ودحضَ حججهم الباطلة، وتقريرَ طرق الرسالة، وإيضاحَ أدلتها. فإنّ الباطل كلّما ظهر فساده وبطلانه أسفر وجهُ الحقّ، واستنارت معالمه، ووضحت سبله، وتقررت براهينه. فكسرُ الباطل ودحضُ حججه وإقامةُ الدليل على بطلانه من أدلّة الحق وبراهينه.

فتأمّلْ كيف اقتضى الحقُ وجودَ الباطل، وكيف تمّ ظهورُ الحق


(١) "ف": "استكمال"، تحريف.
(٢) "ك، ط": "ما".
(٣) "ب": "كمال تقريره".
(٤) "لهم" ساقط من "ك، ط".
(٥) "ب، ك": "الشبهة".