للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتمزج (١) لأصحاب اليمين مزجًا (٢). وهذا لأنَّ الجزاء وفاقُ العملِ، فكما خلصت أعمالُ المقربين كلُّها للَّه، خلص شرابهم؛ وكما مزَجَ الأبرارُ الطاعاتِ بالمباحات، مُزِجَ لهم شرابُهم. فمن أخلصَ أُخلِصَ شرابُه، ومن مزَج مُزِج شرابُه.

فيا لاهيًا في غمرة الجهلِ والهوى ... صريعًا على فُرْشِ الرَّدى يتقلبُ (٣)

تأمَّلْ -هداك اللَّه- ما ثمَّ وانتبِهْ ... فهذا شرابُ القومِ حقًّا يركَّبُ

وتركيبُه في هذه الدار إن يفُتْ ... فليسَ له بعد المنية مطلبُ (٤)

فيا عجبًا من مُعرضٍ عن حياته ... وعن حظِّه العالي ويلهو ويلعبُ (٥)

ولو علم المحرومُ أيَّ بضاعةٍ ... أضاعَ لأمسى قلبُه يتلهَّبُ

فإنْ كان لا يدري فتلك مصيبةٌ ... وإنْ كان يدري فالمصيبةُ أصعبُ

بلى سوف يدري حين ينكشفُ الغطا ... ويصبحُ مسلوبًا ينوحُ ويندُبُ (٦)

ويعجَبُ ممَّن باعَ شيئًا بدون ما ... يُساوي بلا علمٍ وأمرُك أعجَبُ (٧)


(١) "ب، ك، ط": "يمزج".
(٢) تفسير الطبري (٣٠/ ١٠٩).
(٣) "ب، ك": "أيا لاهيًا"."ط": "يا لاهيا".والظاهر أنَّ هذه الأبيات للمؤلف رحمه اللَّه. وقد زيدت في الأصل في حاشيته.
(٤) "ط": "إن تفت"، خطأ.
(٥) "ب": "عن جنابه"، تصحيف.
(٦) "ط": "مصلوبًا"، تحريف.
(٧) "ب": "وتعجب".