للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على رؤوسهم لأجل هذه المحنة (١). والعارف الموفّق يعلم أنّ الفرحة والسرور واللذّة الحاصلة (٢) عقيبَ التوبة تكون على قدر هذه العصرة، فكلّما كانت (٣) أقوى وأشدّ كانت الفرحة واللذّة أكمل وأتمّ. ولذلك أسباب عديدة:

منها: أنّ هذه العصرة والقبض دليل على حياة قلبه، وقوة استعداده، ولو كان قلبه ميّتا واستعداده ضعيفًا لم يحصل له ذلك.

وأيضًا: فإنّ الشيطان لصّ الإيمان، واللصّ إنّما يقصد المكان المعمور، وأمّا المكان الخراب الذي لا يرجو أن يظفر منه بشيء فلا يقصده. فإذا قويت المعارضات الشيطانية والعصرة دلّ على أنّ في قلبه من الخير ما يشتدّ حرص الشيطان على نزعه منه.

وأيضًا: فإنّ قوة المعارض والمضاذ تدلّ على قوة معارضه وضدّه (٤)، ومثل هذا إمّا أنّ يكون رأسًا في الخير أو رأسًا في الشرّ. فإنّ النفوس الأبيّة القويّة إن كانت خيّرةً رأستْ في الخير (٥)، وإن كانت شِرِّيرةً رأست في الشرّ.

وأيضًا: فإنّ بحسب مدافعته (٦) لهذا العارض وصبره عليه يثمر له ذلك من اليقين والثبات والعزم ما يوجب زيادةَ انشراحه وطمأنينته.


(١) "ط": "المحبة"، تصحيف. وكذا كان في "ك"، ثمَّ عدّل.
(٢) في الأصل: "الحاصل"، سهو. وكذا في "ف، ب". والمثبت من "ك، ط".
(٣) "ب": "كانت العصرة".
(٤) "ب": "قوة معارضة ومضادّة"، خطأ.
(٥) "أو رأسًا في الشرِّ. . . " إلى هنا ساقط من "ب".
(٦) "ب، ك، ط": "موافقته"، تحريف شنيع.