للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ أخبر أنه يروم طيفَ خياله، فهو طالب لحظِّه من محبوبه، لا لمراد محبوبه منه. فهذا محِبّ لنفسه، وقد جعل طيفَ محبوبه وسيلةً إلى حصول مراده، فأحبّه حبَّ الوسائل، بخلاف من قد أحبّ محبوبَه لذات المحبوب، ففني عن مراده هو منه بمراد محبوبه، فصار مرادُه مرادَ محبوبه، فحصل الاتحاد في المراد، لا في الإرادة، ولا في المريد.

هذا إن كان صدّ (١) عنه تجلّدًا عليه. وإن كان تجلُّدًا على الرقيب خوفًا منه فهو ضعيف المحبّة، لأنَّ فيه بقيَّةً ليست مع محبوبه بل مع رقيبه، فهلًا ملأ الحبُّ قلبَه، فلم يبق فيه بقيَّة يلاحظ بها الرقيب والعاذل (٢)؟ كما قيل:

لا كانَ مَن لِسواكَ فيه بقيّةٌ ... يجِدُ السبيلَ بها إليه العُذَّلُ (٣)

وبالجملة فهذه أبيات ناقصة المعنى لا يصلح الاستشهاد (٤) بها في هذا المقام (٥). واللَّه أعلم.


(١) "ط": "صبره"، تحريف.
(٢) "ف": "الغافل". قراءة محتملة.
(٣) تقدّم في ص (٥٠٣).
(٤) "ب": "الاحتجاج".
(٥) "في هذا المقام" ساقط من "ب، ك، ط".