للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا فما وجه استثناء أولي الضرر من القاعدين، وهم لا يستوون هم (١) والمجاهدون أصلًا؟ فيكون حكم المستثنى والمستثنى منه واحدًا. فهذا وجه الإشكال، ونحن نذكر ما قاله هؤلاء في الآية، ثمَّ نذكر (٢) ما يزيل الإشكال بحمد اللَّه.

فاختلف القرَّاء في إعراب "غير"، فقرئ رفعًا ونصبًا، وهما في السبعة (٣). وقرئ بالجرّ في غير السبعة، وهي قراءة أبي حيوة (٤).

فأمَّا قراءة النصب فعلى الاستثناء؛ لأنّ "غيرًا" تعرب في الاستثناء إعرابَ الاسم الواقع بعد إلا، وهو النصب هنا (٥)، هذا هو الصحيح. وقالت طائفة: إعرابها نصب على الحال، أي: لا يستوي القاعدون غيرَ مضرورين، أي: لا يستوون في حال صحَّتهم هم والمجاهدون (٦).


= بدرجات إن كانوا هم القاعدين الذين فضل عليهم أولو الضرر فيكون. . . ".
(١) "هم" ساقط من "ك، ط".
(٢) "ما قاله هؤلاء. . . " إلى هنا ساقط من "ط".
(٣) قرأ نافع وابن عامر والكسائي بالنصب. والباقون بالرفع. انظر: الاقناع (٦٣١).
(٤) إعراب القرآن للنحاس (١/ ٤٨٣). وأبو حيوة: شريح بن يزيد الحضرمي الحمصي المؤذن المقرئ. توفي سنة ٢٠٣ هـ. تهذيب التهذيب (٤/ ٣٣١). وقال الزجاج: "والجرّ وجه جيّد إلّا أنّ أهل الأمصار لم يقرأوا به وإن كان وجهًا، لأنّ القراءة سنة متبعة". معاني القرآن (٩٣/ ٢). وذكر ابن عطية أنها قراءة الأعمش أيضًا. المحرّر الوجيز (٢/ ٩٧).
(٥) "هنا" ساقط من "ط". والنصب على الاستثناء قول الأخفش. انظر: معاني القرآن له (١/ ٢٤٥).
(٦) انظر: معاني الفرّاء (١/ ٢٨٣)، ومعاني الزجّاج (٢/ ٩٣)، وقد ذكرا جواز الوجهين.