للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غاية الهضم من وجوه كثيرة ليس هذا موضعها.

والمقصود أنَّ مذهبهم تخليد هذه الطبقة في النار، وإن لم يسمّوهم كفَّارًا، فوافقوا الخوارج في الحكم، وخالفوهم في الاسم. ولهذا تسمّى هذه المسألة من مسائل الأسماءِ والأحكام.

فهذه ثلاث فرق توجب لهذه الطبقة (١) الخلود في النار.

وقالت المرجئة على اختلاف آرائهم: لا ندري (٢) ما يفعل اللَّه بهم. فيجوز أن يعذِّبهم كلّهم، وأن يعفو عنهم كلّهم، وأن يعذّب بعضهم ويعفو عن بعضهم، غير أنَّهم لا يخلد أحد منهم في النار. فجوَّزوا أن يلحق بعضهم بمن ترجَّحت حسناته على سيئاته، بل جوَّزوا أن يرفع عليه في الدرجة، فهم موكولون عندهم إلى محض المشيئة لا يُدرَى ما يفعل اللَّه بهم، بل يُرجأ أمرهم إلى اللَّه وحكمه. وهذا قول كثير من المتكلِّمين والفقهاء والصوفية وغيرهم.

فهذه الأقوال هي (٣) التي يعرفها أكثر الناس، ولا يحكي أهل الكلام غيرها. وقول الصحابة والتابعين وأئمة الحديث لا يعرفونه ولا يحكونه، وهو الذي ذكرناه عن ابن عبَّاس وحذيفة وابن مسعود رضي اللَّه عنهم أنَّ من ترجَّحت سيئاته بواحدة دخل النَّار.


= ومجموع الفتاوى (١٢/ ٤٨٠)، وبيان تلبيس الجهمية (٤٦٥)، ومنهاج السنة (١/ ١٢٠).
(١) "ك, ط": "أوجبت لهذه الطائفة".
(٢) "ك، ط": "لا يدرى". والمثبت من "ف، ب".
(٣) "هي" ساقط من "ك، ط".