للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومجيء الحقّ (١)، وأنّهم يحزنون بما يحصل للمؤمنين من الخير والنصر، ويفرحون بما يحصل لهم من المحنة والابتلاءِ، وأنَّهم يتربّصون الدوائر بالمسلمين، وبكراهتهم الإنفاق في مرضاة اللَّه وسبيله، وبعيب المؤمنين ورميهم بما ليس فيهم، فيلمزون المتصدّقين، ويعيبون مُزْهِدَهم (٢)، ويرمون مُكْثِرَهم (٣) بالرياءِ وإرادة الثناءِ (٤) في الناس، وأنّهم عبيد الدنيا، إن أُعطوا منها رضوا، وإن مُنعوها (٥) سخطوا، وبأنهم يؤذون رسول اللَّه وينسبونه إلى ما برّأه اللَّه منه أو يعيبونه (٦) بما هو من كماله وفضله، وبأنّهم (٧) يقصدون إرضاءَ المخلوقين ولا يطلبون إرضاءَ ربّ العالمين، وأنّهم يسخرون من المؤمنين، وأنّهم يفرحون إذا تخلّفوا عن رسول اللَّه، ويكرهون الجهاد في سبيل اللَّه، وأنهم يتحيّلون على تعطيل فرائض اللَّه عليهم بأنواع الحيل، وأنّهم يرضون بالتخلّف عن طاعة اللَّه ورسوله، وأنّهم مطبوع على قلوبهم، وأنهم يتركون ما أوجب اللَّه عليهم مع قدرتهم عليه، وأنّهم أحلفُ الناس باللَّه قد اتخذوا أيمانهم جُنَّةً تقيهم من إنكار المسلمين عليهم. وهذا شأن المنافق أحلف الناس باللَّه كاذبًا، قد اتخذ يمينه جُنَّةً ووقايةً يتّقي بها إنكارَ المسلمين عليه.


(١) "ط": "ومحو الحق"، تحريف.
(٢) مِنْ أزهد الرجلُ: قلّ ماله.
(٣) وضع "مكثرهم" في "ط" في آخر الجملة بعد "في الناس".
(٤) "ك، ط": "إراءة الثناء"، تحريف.
(٥) الضمير ساقط من "ك، ط".
(٦) "ط": "ويعيبونه".
(٧) "ك، ط": "وأنَّهم".