للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالبه (١) لينفروهم عنه، وإذا كان معهم باطل ألبسوه لباس الحقِّ وأخرجوه في قالبه ليقبل منهم.

وجملة أمرهم أنَّهم في المسلمين كالزغَل في النقود، يروج على أكثر النَّاس لعدم بصيرتهم بالنقد، ويعرف حاله الناقد البصير من النَّاس، وقليل ما هم! وليس على الأديان أضرّ من هذا الضرب من النَّاس، وإنَّما تفسد الأديان من قِبَلهم. ولهذا جلا اللَّه أمرهم في القرآن، وأوضح أوصافهم، وبيَّن أحوالهم، وكرَّر ذكرهم؛ لشدَّة المؤنة على الأمَّة بهم، وعِظَم البليَّة عليهم بوجودهم بين أظهرهم، وفرط حاجتهم إلى معرفتهم والتحرُّز من مشابهتهم أو الإصغاءِ (٢) إليهم.

فكم قطعوا على السالكين إلى اللَّه طريقَ الهدى، وسلكوا بهم سُبل الردى (٣)! ووعدوهم (٤) ومنَّوهم، ولكن وعدوهم الغرور، ومنَّوهم الويل والثبور!

فكم لهم من قتيل ولكن في سبيل الشيطان، وسليبٍ ولكن للباس التقوى والإيمان. وأسيرٍ لا يُرجى له الخلاص، وفارٍّ من اللَّه لا إليه، وهيهات، لات (٥) حين مناص!

صحبتُهم توجِب العار والشنار، ومودّتهم تُحِلُّ غضب الجبَّار،


(١) يعني في قالب الباطل. وفي "ط": "قالب شنيع"!.
(٢) "ك، ط": "والإصغاء".
(٣) "ك، ط": "طرق الهدى. . سبيل الردى"!
(٤) "ك، ط": "وعدوهم" دون واو العطف.
(٥) "ك، ط": "ولات".