للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتوجب دخول النَّار. من علِقت به كلاليبُ كلَبِهم ومخاليبُ دائهم (١) مزّقت منه ثياب الدِّين والإيمان، وقُطعت له مقطَّعاتُ البلاءِ (٢) والخذلان. فهو يسحب من الحرمان والشقاوة أذيالًا، ويمشي على عقبيه القهقرى إدبارًا منه، وهو يحسب ذلك إقبالًا!

فهم واللَّه قُطَّاع الطريق حقًّا (٣)! فيا أيها الركب المسافرون إلى منازل السعداءِ، حِذارًا منهم (٤) حِذارًا. وهم (٥) الجزَّارون، ألسنتُهم شِفَارُ البلايا، ففرارًا منهم أيَّها الغنم فرارًا!

ومن البليَّة أنَّهم الأعداءُ حقًّا، وليس لنا بدّ من مصاحبتهم. وخلطتُهم (٦) أعظم الداءِ، وليس بدّ من مخالطتهم. قد جعلوا على أَبواب جهنَّم دعاةً إليها، فبعدًا للمستجيبين! ونصبوا شباكهم حواليها على ما حفت به من الشهوات، فويل للمغترِّين!

نصبوا الشباك، ومدُّوا الأشراك، وأذَّن مؤذّنهم بأشباه الأنعام (٧): حيَّ على الهلاك، حيَّ على التباب! فاستبقوا يُهرَعون إليه (٨)، فأوردهم


(١) "ط": "رأيهم"، تحريف.
(٢) "ب، ك، ط": "من البلاء".
(٣) "حقًّا" ساقط من "ط".
(٤) "ف": "منه"، سهو. وفي "ط": "حذار منهم حذار"! خطأ.
(٥) "ط": "إنهم"، خطأ.
(٦) قراءة "ف": "خلطهم".
(٧) "ب": "تأذّن مؤذنهم يا أشباه. . . ". وفي "ط": "يا شياه. . . ". والصواب ما أثبتنا من الأصل و"ف، ك". وباء الجرّ مضبوطة في الأصل.
(٨) الضمير المفرد راجع إلى مؤذنهم. وفي "ط": "إليهم"، ولعله تغيير من الناشر، وقد اضطر بعد ذلك إلى تغيير الضمائر التالية: "فأوردوهم"، =