قال أبو عبيدة: سيأتي تحرير ذلك، وأما عدد الأحاديث بالمكرر فاختلفت كلمة العلماء في ذلك، بناءً على طريقة عدد المكرر، هل ينظر فيه إلى شيوخ مسلم، فيزيد العدد بذكرهم. أم العبرة بمخرج الحديث (صحابيه)، فعلى الاعتبار الأول، قال رفيق مسلم أحمد بن سلمة: "اثنا عشر ألف حديث". كذا في "التقييد والإيضاح" (٢٧)، "تذكرة الحفاظ" (٥٨٩)، "النكت على ابن الصلاح" (١/ ٢٩٦)، "تدريب الراوي" (١/ ١٠٤)، وفسرها الذهبي في "السير" (١٢/ ٥٦٦) بقوله: "يعني بالمكرر، بحيث أنه إذا قال: حدثنا قتيبة وأخبرنا ابن رمح يعدّان حديثين (١) اتفق لفظهما، أو اختلف في كلمة". قلت: وأما المكرر بالنسبة للمتون وصحابي الحديث؛ فلعله مراد الميانجي في قوله في "ما لا يسع المحدث جهله" (٢٧): "اشتمل كتابه - رحمه الله - على ثمانية آلاف حديث" ونقله عنه السيوطي في "التدريب" (١/ ١٠٤)، وقال عقبه: "قال ابن حجر: وعندي في هذا نظر". قلت: رجعت لكلام ابن حجر في "النكت" (١/ ٢٩٦ - ٢٩٧) فإذا هو يقولها متعقِّبًا من فهم أنه فات ابن الصلاح ذكر عدد أحاديث "صحيح مسلم"، وليست كما أوهمت عبارة السيوطي! فتنبه. ورضي عدَّ الميانجي الزركشي، فقال في "نكته" (١/ ١٩١): "ولعل هذا أقرب" ونقله عنه زكريا الأنصاري في "فتح الباقي" (١/ ٤٨). وشاع في كتب المتأخِّرين - كما تراه في "الحطة" (٢٢١) و"كشف الظنون" (١/ ٥٥٦)، و"الإمام البخاري محدثًا وفقيهًا" (١٢٢٢) و"منهاج الصالحين" =