للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* [مثال لا يصح للعلو]:

وكذلك ما روي عن الأَشَجِّ حفصِ بن بَكْر بن الخطَّاب (١) قال: سمعتُ مولاي أمير المؤمنين عليًّا - رضي الله عنه - قال: سمعتُ مولاي رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كذب عليَّ عامدًا متعمِّدًا، فلْيتبوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار" (٢) لا يعدُّ عاليًا، بل لا يعتبر أصلًا؛ لِمَا بيَّنَّا أنَّ علماء الرواية مُتَّفقون على بطلان هذا.


= ليس كذلك، فبلا شك هذا الصواب، لأن المقصود من الرواية الصحة فحسب، ولذا قال ابن معين: "النزول خير من علوِّ من غير ثبت"، ولهذا المعنى قال بعض الزهاد: "طلب العلوّ من زينة الدنيا" قال ابن دقيق العيد في "الاقتراح" (٢٦٦) على إثره: "وهذا كلام واقع، وهو الغالب على الطالبين اليوم" وهذا مذهب الجماهير، كما تراه في "فتح المغيث" (٣/ ٨)، و"توضيح الأفكار" (٢/ ٤٠٠).
(١) انظر الهامش الآتي.
(٢) سبق تخريجه من حديث علي في التعليق على (ص ٢٨٧)، وهذا الإسناد كذب، لأن الأشجَّ، وهو أبو الدُّنيا المغربي، واسمه عثمان بن الخَطَّاب البَلَويّي، وليس كما في الأصل: "حفص بن بكر"!، وقال ابن حجر في "اللسان" (٥/ ٣٨٠): "طيرٌ طرأ على أهل بغداد، وحدَّث بقلَّة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب، فافتضح بذلك، وكذَّبه النُّقَاد".
وقال في آخر ترجمته (٥/ ٣٨٦ - ٣٨٧) بعد أن ساق له روايات - ومنها الحديث المذكور -: "فإذا تأمَّلت هذه الروايات، ظهرتَ على تخاليط هذا الرجل في اسمه ونسبه ومولده، وقدر عمره، وأنه كان لا يستمر على نمطٍ واحد في ذلك كلّه، فلا يُغْتَرَّ بمن حَسَّن الظنَّ به، والله أعلم".
ولخَّص حاله في (الكنى) من "اللسان" (٩/ ٦٦) بقوله: "كذَّاب طُرُقيٌّ كان بعد الثلاث مئة وادَّعى السماع من علي بن أبي طالب" وقال: "وأكثر الأحاديث متون معروفة ملصوقة بعلي، وبعضهم سماه: أبا الحسن علي بن عثمان البَلَويّي".

<<  <   >  >>