للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

التَّاريخ، فاتَّفقَتْ آراؤُهم على التّأريخ من سنة الهجرة (١)، واختاروا أوَّلَها وهو المحرَّم، فتقدَّموا الهجرة بشهرين واثنتي عشرة ليلة، لأن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بلغ المدينةَ لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، ويسمَّى هذا التاريخ الهلالي العربي، إذ لسائر الأقوام تاريخ غير هذا، والله أعلم.

ولا بد للمحدِّث من:

٢٥٥ - معرفة تاريخ الرواة (٢).

قال سفيان الثوري -رضي الله عنه-: "لما استعمَل الرُّواةُ الكذب، استعملنا لهم التاريخ" (٣) أو كما قال.

وروي عن إسماعيل بن عياش قال: "كنتُ بالعراق، فأتاني أهل الحديث، فقالوا: ههنا رجلٌ يحدِّث عن خَالِدِ بن مَعْدَان، فأتيتهُ، فقلتُ: أيُّ سنةٍ كتبتَ عن خالدِ بن مَعْدَان؟ فقال: سنة ثلاثَ عشرة، يعني:


(١) روايات تأريخ عمر بالهجرة كثيرة، مفادها ما ذكره المصنف، وفيها زيادة عليه كما تراه في "تاريخ خليفة" (ص ٥١)، "التاريخ الصغير" (١/ ١٥ - ١٩) للبخاري، "تاريخ ابن جرير" (٢/ ٣ - ٥)، "تاريخ المدينة" (٢/ ٣٢٧) لابن شبَّة، "أنساب الأشراف" (٢/ ٣) أوائل "تاريخ دمشق" لابن عساكر، "تاريخ عمر بن الخطاب" (٧٥ - ٧٦) لابن الجوزي، وجمع ألفاظها السيوطي في "الشماريخ في علم التاريخ" (ص ١٩ - ٢٥)، وأورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرّخ بالهجرة سنة خمس!
وينظر: "دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية" (٢/ ٩٠٢ - ٩٠٦)، "أوّليات الفاروق السياسية" (٧٥ - ٧٨).
(٢) للدكتور سلطان العكايلة "نقد الحديث بالعرض على الوقائع والمعلومات التاريخية" منشورة عن دار الفتح، عَمَّان.
(٣) أخرجه الخطيب في "الكفاية" (٢١٦) وابن عدي في (مقدمة) "الكامل" (ص ١٣٩)، وينظر "الإعلان بالتوبيخ" (٩).

<<  <   >  >>