قلت: والذي صححه الذهبي في (الترجمة النبوية) (ص ٣٣) - من "تاريخ الإسلام" - أنه -صلى الله عليه وسلم- كان حَمْلًا، وعبارته: "توفي عبد الله أبوه وللنبي - صلى الله عليه وسلم - ثمانية وعشرون شهرًا، وقيل أقل من ذلك، وقيل وهو حَمْل، توفي بالمدينة غريبًا، وكان قدمها ليمتار تمرًا، وقيل بل مَرّ بها مريضًا راجعًا إلى الشام. فروى محمد بن كعب القُرظِيّ، وغيره، أن عبد الله بن عبد المطلب خرج إلى الشام، إلى غزّة، في عِيرٍ تحمل تجارات، فلما قفلوا مرّوا بالمدينة وعبد الله مريض، فقال: أتخلف عند أخوالي بني عدي بن النجّار. فأقام عندهم مريضًا مدّة شهرٍ، فبلغ ذلك عبد المطلب، فبعث إليه الحارث وهو أكبر ولده فوجده قد مات ودفن في دار النابغة أحد بني النجار، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يومئذ حَمْلٌ على الصحيح. وعاش عبد الله خمسًا وعشرين سنة". قلت: أخرج الحاكم (٢/ ٦٠٥) من حديث قيس بن مخرمة: "توفي أبوه وأمه حبلى به" وفي إسناده صدقة بن سابق والمطلب بن عبد الله بن قيس لم يوثقهما غير ابن حبان. وما ذكره الذهبي عن محمد بن كعب، أسنده عبد الرزاق (٥/ ٣١٧) بسند صحيح إلى الزهري، والذي رجحه الذهبي هو المشهور، وهو الذي اعتمده ابن إسحاق في "السير والمغازي" (٤٥) وابن سعد (١/ ٩٩ - ١٠٠) مع التنويه أن الواقدي هو الذي انفرد بتحديد سن عبد الله حين وفاته، وأنه في=