للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[آداب المحدِّث مع شيوخه]:

١٨٥ - وَيحسُنُ بالمحدِّث الثَّناءُ عَلى شَيخهِ حالَ الرِّواية عنه بما هو أهلُه (١)، وأهمُّ مِنْ ذَلك الدُّعاءُ له عِندَ ذِكْرِه (٢).


= أورد فيها (٢٥٠) نفسًا ممن له صحبة وأبيه، و (١٤) نفسًا ممن له ولأبيه وجده وصحبة، و (٦٢) امرأة لها ولأبيها صحبة، واثنتان ممن لها ولأبيها وجدها صحبة. ويقع في الأصول القديمة -مثل "مسند أحمد" و"سنن أبي داود"-: عن علي عليه السلام تاركًا لذلك في أبي بكر وغيره، ممن هو أفضل منه، بل يقع ذلك في فاطمة الزهراء أيضًا، وعندي توقّف في المقتضى للتخصيص بذلك مع احتمال وقوعه من بعد المصنفين، ولكنه بعيد، قاله السخاوي في "فتح المغيث" (٢/ ٣٠٠).
قلت: ما استبعده غير بعيد، بدليل وجوده في بعض النسخ دون بعض، والأقوى منه وجوده في كتب من صنع ذلك، وهذا يؤكد أنه من النساخ لا المصنّفين، والله أعلم.
(١) فعله غير واحد من السلف كقول عطاء: حدثني البحر (يريد ابن عباس) وقول مسروق: حدثتني الصّدّيقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة، وقول وكيع: حدثنا سفيان أمير المؤمنين في الحديث، انظر: "الجامع" للخطيب (٢/ ٨٥ - ٨٧)، "التبصرة والتذكرة" (٢/ ٢١٦)، "الإرشاد" (١/ ٥٠٩)، "المقنع" (١/ ٤٠٥)، "المنهل الروي" (١٠٧).
ومما ينبغي ذكره هنا أن لا يغالي المحدث في مدح الشيخ، ففي مدح الشيخ في بعض المناسبات والسياقات مدح للنفس، وإن فعل فعليه أن يذكر ما يستحقُّه، وهكذا ينبغي أن يفعل الشيخ ولا سيما إن قرأ عليه المملي مع شيخه ومن فوقه فيترحم عليهم، أسند الخطيب في "الكفاية" (١٣١٦) عن الربيع قال: قال القارئ يومًا: حدّثكم الشافعي، ولم يقل: - رضي الله عنه -، فقال الربيع: ولا حرف، فقال: - رضي الله عنه -. فينبغي أن تراعى حرمة الشيوخ في حياتهم وبعد مماتهم، ولا يقع ذلك إلا ببركة إخلاصهم.
وإن لم يكن الشيخ مشهورًا، أو كان مقلًّا، زكاه الراوي بقوله: حدثنا فلان وكان ثقة، وهذا مشهور في دواوين الحديث.
(٢) لأن الشيوخ هم الآباء في الدين، وصلة بين التلاميذ ورب العالمين، =

<<  <   >  >>