وكان ابن عبد البر مقدرًا لذلك، ولذا قال لتلميذه أبي علي الغسَّاني: "أمانة الله في عُنُقك، متى عثرتَ على اسم من أسماء الصحابة لم أذكره إلا ألحقتَه في كتابي" يعني: "الاستيعاب"، ذكره الذهبي في "السير" (١٩/ ١٤٩ - ١٥٠)، ولابن فَتحون (ت ٥١٩ هـ) ذيل حافل جليل على "الاستيعاب"، وله عليه كتاب سماه "التنبيه"، راجع "الرسالة المستطرفة" و"فهرست القاضي عياض". (١) في أول كتاب (فضائل الصحابة) (٧/ ٣ - مع "الفتح") وأسنده الخطيب في "الكفاية" (٥١) وذكره ابن الجوزي في "تلقيح فهوم أهل الأثر" (ص ١٠١). (٢) تعقب العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص ٢٩٤) المصنف، فقال: "وأما تمثيل الشيخ تاج الدين التبريزي في "اختصاره لكتاب ابن الصلاح" لمن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - -كافرًا- ثم أسلم بعد وفاته كعبد اللَّه بن سرجس وشريح؛ فليس بصحيح لما ثبت في "صحيح مسلم" من حديث عبد الله بن سرجس قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأكلت معه خبزًا ولحمًا" وذكر الحديث في رؤيته لخاتم النبوة واستغفار النبي - صلى الله عليه وسلم - له، والصحيح أيضًا أن شريحًا القاضي لم ير النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل النبوة ولا بعدها وهو تابعي أدرك الجاهلية، وقد عده مسلم في المخضرمين وذكره المصنف فيهم، والله أعلم".