للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

خَبَرْتُ الأمرَ أخْبُرُه، إذا عرفتُه على الحقيقة، ومنه اسم الله تعالى: الخبير، أي: العالم بما كان وبما يكون.

وقال أبو الدرداء: "وجدت الناسَ: اخْبُرْ تَقْلَهْ" (١)، أي: إن تَعرفْهم تُبغِضْهُم (٢).

فإنْ فرض اشتقاقُ الأخبار من (خَبَرْتُ) فيكون أخصَّ من الحديث.

[أقسام الخبر من حَيث الثبوت]:

٨ - وهو إما متواتر، إذا بلغ رواته مبلغًا يمنع العقلُ تواطؤهم على الكَذبِ، من تَواتر الرِّجالُ: إذا جاؤوا واحدًا بعد واحدٍ بفترة، قال الله تعالى: {ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى} [المؤمنون: ٤٤] أي: رسولًا بعد رسول بفترة، وهو يفيد اليقين، كحديث: "مَن كَذَب عليَّ فلْيتبوَّأُ مقعده من النَّار" (٣).


(١) أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١/ ٢٢٥) عن سفيان عن أبي الدرداء موقوفًا، وهو منقطع، وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" - كما في "المطالب العالية" (١١/ ٧٨٠) -، وأبو الشيخ في "الأمثال" (رقم ١١٧)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٤/ ٣٥٨)، والقضاعي في "مسنده" (١/ ٣٦٩)، وابن عدي في "الكامل" (٢/ ٣٨) من طريق أبي بكر بن أبي مريم، واضطرب فيه؛ فمرَّة يرويه عن عطية بن قيس، ومرة عن سعد بن عبد الله الأغطش كما عند الخطابي في "العزلة" (رقم ٢٠٣)، وخولف في رفعه - كما مرَّ -، وهو ضعيف سرق بيته فاختلط، ولعل هذا من تخاليطه. والله أعلم.
(٢) قال ابن الاثير في "النهاية" (٤/ ١٠٥): "القِلَى: البُغضُ، يقال: قَلاه يَقلِيه قِلىً وقَلىً، إذا أبغضه"، يقول أبو الدرداء: جرِّب الناس، فإنك إذا جرَّبتهم قَلَيتَهم وتركتهم؛ لما يظهر لك من بواطن سرائرهم، فلفظه لفظ الأمر، ومعناه الخبر، أي: مَن جَرَّبهم وخبرهم أبغضَهُم وتركهم.
ومعنى نظم قوله: وجَدْت الناسَ فعولًا فيهم هذا القولُ".
(٣) أخرجه البخاري (١٠٧) من حديث الزبير، وهو في "الصحيحين" من حديث =

<<  <   >  >>