(٢) من العلماء من يعدُّ العلو: الإتقان والضبط، وإن كان نازلًا في العدد، وهذا علوٌّ معنويّ، والأول صوري. وممن قال بهذا أبو طاهر السَّلفي، ونظم فيه - كما نقله المصنف - وكان يقول: "الأصل الأخذ عن العلماء، فنزولهم أولى من علو الجهلة على مذهب المحققين من النقلة، والنازل حينئذ هو العالي عند النظر والتحقيق". ومثله: قول نظام الملك الوزير الصالح (ت ٣٨٥ هـ): "عندي أن الحديث العالي ما صحَّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وإن بلغت رواته مئة"! وليس هذا - على التحقيق - من قبيل العلو المتعارف إطلاقه عند المحدِّثين، وإنما هو علو من حيث المعنى فحسب، انظر "المقنع" (٢/ ٤٢٥)، "فتح المغيث" (٣/ ٢٤).=