وقد وردت رواية: "إن أبا بكر الصديق صحب النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو ابن ثمان عشرة والنبي - صلى الله عليه وسلم - ابن عشرين سنة … " وفيها ذكر لبحيرا، أخرجها ابن منده في "تفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي" -كما في "الإصابة" (١/ ٣٥٣) -، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (١/ ق ٢٠٦ و ٣/ ١٨٨/ رقم ١٢٥٨ - المطبوع)، والتيمي في "دلائل النبوة" (رقم ٢٧، ٢٨)، عن ابن عباس، وإسنادها موضوع، فيه موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، شيخ دجال يضع الحديث؛ كما في "المجروحين" (٢/ ٢٤٢)، وإسنادها منقطع أيضًا، ومسلسل بالضعفاء، وحمل ابن حجر هذه السفرة على سفرة أخرى بعد سفرة أبي طالب. وانظر: "الحاوي" (١/ ٣٧١) للسيوطي. ولقاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لبحيرا ثابت وارد في عدة أسانيد، ولم تخل قصته من ألفاظ منكرة، وزيادات غير ثابتة، وبيّنتُ ذلك -ولله الحمد- بما لا مزيد عليه في تعليقي على "فوائد حديثية" (ص ٢١ - ٥٣) لابن القيم، ومما فاتني ذكره هناك: "الجليس الصالح" (٤/ ٣١) للنهرواني، "المنتظم" (٢/ ٢٩٣، ٣١٣)، "البحر الزخار" للبزار (٨/ رقم ٣٠٩٦)، "السير" (٤/ ٥٣٣). (١) وكانت في الثامنة والعشرين من العمر، انظر "المستدرك" (٣/ ١٨٢)، وفي تفاصيل قصة زواجه - صلى الله عليه وسلم - منها روايات في بعضها كلام، انظر: "طبقات ابن سعد" (٨/ ١٧)، "أخبار مكة" للفاكهي" (٤/ ٧)، "المغازي" للزهري (٤٢)، "سيرة ابن هشام" (١/ ٢٠٣). (٢) أي قبل البعثة، انظر "الإصابة" (٧/ ٦٠٠ - ط البجاوي) ورجح الذهبي في "السيرة" (ص ١٨٧) أنها أقامت معه - صلى الله عليه وسلم - أربعًا وعشرين سنة.