وأسند (٢/ ٢٧٤) أيضًا إلى ابن المديني قال: "ستَّة كادت تذهب عقولهم عند المذاكرة: يحيى، وعبد الرحمن، ووكيع، وابن عيينة، وأبو داود، وعبد الرزاق، قال علي: من شدة شهوتهم له". وأخيرًا، تعجبني إضافة هنا لابن الملقن في "المقنع" (١/ ٤١٦) قال: "قلت: وليُباحث أهلَ المعرفةِ، فإنه مهم أيضًا". قال أبو عبيدة: تبدأ المباحثة عامّة مع الطلبة والمشتغلين بالعلم، وتنتهي بأعلام أهل الاختصاص، ولو بالمهاتفة أو المراسلة، ومعرفة شأنهم وترتيب أولياتهم، وطريقة بحثهم، مما يساعد في النبوغ المبكر، ويعين على سهولة البحث، والدقة فيه، والاستفادة من الوقت، وهذا ما أشعر -ولله الحمد- ببركته من خلال وقوفي على بعض تدابير شيخنا الألباني -رحمه اللَّه- وطرائق بحثه وتدابيره. (١) في "مقدمة ابن الصلاح" (٤٣٣ - ط بنت الشاطئ) و"الإرشاد" (١/ ٥٢٣)، و"المقنع" (١/ ٤١٦) زيادة: "التأليف والتصنيف" ودون "والتأليف" في "المنهل الروي" (١١٠)، وهي عبارة المصنف. والتخريج: إبراز المحدث الأحاديث من بطون الأجزاء والمشيخات والكتب ونحوها، وسياقها من مرويات نفسه، أو بعض شيوخه، أو أقرانه، والكلام عليها، وعزوها لمن رواها من أصحاب الكتب والدواوين، مع بيان البدل والموافقة ونحوهما، وقد يتوسع في إطلاقه على مجرد الإخراج، قاله السخاوي في "فتح المغيث" (٢/ ٣٣٨). قلت: وهذا الصنيع كثير في القرن السابع والثامن، وانقطع -على الحد المذكور بانقطاع مجالس الإملاء- وبقي جمع طرق الأحاديث والحكم عليها وبيان لطائف الإسناد ويكون على طرق وألوان، كما سيأتي في كلام المصنف.