للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

دُونَ معْرِفَته وفَهمِه (١)، فَيضيعُ عُمرُه، ويتعب نَفْسَه منْ غَيرِ أنْ يظفرَ بطَائلٍ، وبغيرِ أنْ يحصَلَ في عِدَادِ أهلِ الحديثِ (٢).

وأَنْشَدَ فارِسُ بن الحُسين (٣) لنفسه:

يا طالبَ العلمِ الذي … ذَهَبتْ بمدتِهِ الروايهْ

كُنْ في الروايةِ ذا العنـ … ـاية بالروايةِ والدرايهْ

وارْوِ القَليلَ وَراعِهِ … فالعِلْمُ لَيس لَهُ نِهَايَهْ

فيَعرفُ فقهَ الحديثِ ومَعَانيه، ولُغَته وإعرابَه، وأسماءَ رِجَالِه، وصحيحَه، وضعيفَه، مُحقِّقًا كل ذلكَ، فمَنِ اعتنى بذَلك يُرْجَى لَهُ في مُدّةٍ يسيرةٍ فوائدُ كَثيرةٌ (٤).

* [الكتب التي يقدم العناية بها]:

١٩٩ - وليقدم العناية بـ"الصحيحين" (٥)، ثم "سنن أبي داود"


(١) قال الخطيب البغدادي في "نصيحة أهل الحديث" (ص ٢٢ - ٢٣): "وإنما أسرعت ألسنةُ المخالفين إلى الطعن علي المحدّثين؛ لجهلهم أصول الفقه، وأدلته في ضمن السنن، مع عدم معرفتهم بمواضعها، فإذا عرف صاحب الحديث بالتّفقه خرست عنه الألسن، وعظُم محله في الصدور والأعين".
(٢) زاد النووي في "الإرشاد" (١/ ٥١٩): "ولا في حزب العلماء" وبعدها في "مقدمة ابن الصلاح" (٤٣٢ - ط بنت الشاطئ): "بل لم يزد على أن صار من المتشبهين، والمنقوصين، المتحلين بما هم عنه عاطلون".
(٣) في الأصل: "الحصين"! والتصويب من "مقدمة ابن الصلاح" (٤٣٢ - ط بنت الشاطئ) وساق الشعر بسنده عن السمعاني وتبعه ابن الملقن في "المقنع" (١/ ٤١٣ - ٤١٤).
(٤) "الإرشاد" (١/ ٥١٩ - ٥٢٠)، "المقنع" (١/ ٤١٤)، "المنهل الروي" (١٠٩)، "رسوم التحديث" (٩٨)، "التبصرة والتذكرة" (٢/ ١٨١)، "فتح المغيث" (٢/ ٣٣٠).
(٥) ليحرص على قراءة طبعة متقنة لهما، والتعرُّف على منهج صاحبيهما، =

<<  <   >  >>