للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* [أمثلة أخرى]:

ومنهم بَهزُ بن حَكِيم بن مُعاوية بن حَيْدة، عن أبيه، عن جَدِّه، وهي نسخةٌ كبيرةٌ حَسَنة (١).


= وذهب ابن حبان إلى التفرقة بين أن يَستوعِبَ ذكرَ آبائه بالرواية، أو يقتصِرَ على أبيه عن جده، فإن صَرَّح بهم كلِّهم فهو حجة، وإلا، فلا، وقد أخرَجَ في "صحيحه" [رقم ٤٨٥] له حديثًا واحدًا، هكذا: عن عَمْرو بن شعيب، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله بن عَمْرو، عن أبيه عبدِ الله بن عمرو، عن أبيه، مرفوعًا: "ألا أُحدِّثكم بأحبِّكم إليَّ وأقرَبِكم مني مجلسًا يوم القيامة"، الحديث. قال العلائي: ما جاء فيه التصريحُ برواية محمدٍ عن أبيه في السند، فهو شاذٌّ نادر".
ونقل الزيلعي في "نصب الراية" (١/ ٥٨) عن شيخه المزي فائدة تدل على ذلك، قال: "ومن فوائد شيخنا الحافظ جمال الدين المزِّي: قال: عَمْرُو بنُ شعيبٍ يأتي على ثلاثة أوجه:
١ - عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، وهو الجادَّة.
٢ - وعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمْرو.
٣ - وعمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه عبد اللَّه بن عَمْرو.
فعَمْرٌ وله ثلاثَةُ أجداد: محمدٌ، وعبدُ الله، وعَمْرُو بن العاص، فمحمَّدٌ تابعيٌّ، وعبدُ الله وعَمْرٌو صحابيان.
فإن كان المرادُ بجَدِّه: محمدًا، فالحديثُ مرسَل؛ لأنه تابعي، وإن كان المرادُ به: عَمْرًا، فالحديث منقطع، لأنَّ شَعَيبًا لم يُدْرِك عَمْرًا، كان كان المرادُ به: عبدَ الله، فيُحتاجُ إلى معرفة سَمَاعِ شعيب من عبد الله. وقد ثبت في "الدارقطني" [٣: ٥٠ - ٥١] وغيرِهِ، بسندٍ صحيح: سَمَاعُ عَمْرِو من أبيه شُعيب، وسَمَاعُ شُعَيب من جدِّهِ عبد الله". وانظر "محاسن الاصطلاح" (٥٤١).
(١) تفرّد بنسخة بهزٍ هذه مكيُّ بن إبراهيم البلْخيّ، قاله الحاكم في "المعرفة" (١٦٥) وذكر البخاري في "صحيحه" شيئًا من أحاديث هذه النسخة معلقًا، وانظر: "محاسن الاصطلاح" (٥٤٢)، "من روى عن أبيه عن جده" (رقم ٥٢) لابن قطلوبغا، "جامع الأصول" (١/ ١٦٦ - ١٦٧)، "معرفة النسخ والصحف الحديثيّة" (ص ١٠٨ - ١٠٩).

<<  <   >  >>