(١) ليس كذلك، فمذهب الصحابي حجة، وهذا مذهب الشافعي - على التحقيق - في القديم والجديد، وبيَّنه ابن القيم في "الإعلام" (٥/ ٥٥٦ - بتحقيقي) بما لا مزيد عليه، وأورد فيه ستة وأربعين دليلًا وبرهانًا على حجتة قول الصحابي، على وجه لا تراه مجموعًا ومؤصّلًا إلَّا فيه، فافزع إليه إنْ بقي في قلبك ريب من ذلك، واحمد الله ربُّك. وقولة الشافعي التي أسندها عنه البيهقي في "المعرفة" (١/ ١٧٩) لا تساعد على التفصيل الذي ذكره المصنف، قال: "ولا يستدل على الناسخ والمنسوخ إلَّا بخبر عن رسول - صلى الله عليه وسلم -، أو بوقت يدلُّ على أن أحدهما بعد الآخر، فيُعلم أن الآخر هو الناسخ أو بقول من سمع الحديث، أو العامّة". قال العراقي في "التقييد والإيضاح" (ص ٢٧٩): "فقوله: "أو بقول من سمع الحديث" أراد به قول الصحابي مطلقًا، لا قوله: هذا متأخر فقط، لأن هذه الصورة قد دخلت في قوله: "أو بوقت يدلُّ على أنَّ أحدهما بعد الآخر"". (٢) أخرجه أحمد (٤/ ١٢٣) والدارمي (٢/ ٢٥) وابن أبي شيبة (٣/ ٤٩) وعبد الرزاق (٧٥١٩ - ٧٥٢١) والطيالسي (١١١٨) والشافعي في "المسند" (١/ ٥٥ - السندي) والنسائي في "الكبرى" (٣١٣٨ - ٣١٥٥) وأبو داود (٢٣٦٩) وابن ماجة (١٦٨١) والطحاوي (٢/ ٩٩) وابن حبان (٣٥٣٤) =