(٢) أخرج عبد الرزاق في "المصنف" (١١/ ٢٥٧ - ٢٥٨) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم" (١/ ٢٧٤ - ٢٧٥ رقم ٣٤٣) والهروي في "ذم الكلام" (٥٨١) والخطيب في "تقييد العلم" (٤٩) من طريق الزهري عن عروة بن الزبير: أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار في ذلك أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرًا، ثم أصبح يومًا، وقد عزم الله له، فقال: "إني أردت أن أكتب السنن، وإني ذكرتُ قومًا كانوا قبلكم كتبوا كتبًا، فأكبُّوا عليها، وتركوا كتاب الله تعالى، وإني - والله - لا أُلبس كتاب الله بشيء أبدًا". ورجاله ثقات، إلَّا أنه منقطع عروة لم يسمع عمر، نعم، جعل بعضهم (عبد الله بن عمر) بينهما، ولكنه وهم في ذلك، انظر روايته عند الخطيب في "التقييد" (٤٩ - ٥٠) وتعليقه عليه. نعم، وردت الكراهة عن عمر في أخبار كثيرة، من طرق متعددة، تدل على أن لذلك أصلًا، كما تراه عند: ابن أبي حاتم في "التفسير" (٧/ ٢١٠٠) =