للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* [إجازة الشيخ جميع السامعين رواية الكتاب الذي سمعوه]:

ويستحب للشَّيخ أنْ يجيزَ لجميع السَّامعين روايةَ جميعِ الكتاب الذي سَمِعوه بالتَّلفُّظِ أو الكِتابة، لينجبرَ له بالإجازةِ ما فَاتَه، ولذلك قال أبو محمد بن عَتَّاب (١) الأندلسي: "لا غنى في السَّماع عن الإجازة" (٢).


= إذا غابت عنه كلمة لم يسمعها من شيخه، قال: "وذكر كلمة معناها كذا وكذا" كما تراه في مواطن من كتابه "المجتبى" له، مثل: (١/ ١٧٨، ١٨٩، ٢١٤، و ٢/ ٨٢ و ٣/ ٢٩، ٢٣٢) وهذا يدلُّ على تحريه وورعه، وتشبَّه في الرواية عن شيخه، فلما شك في اللفظ بعدم سماعه الجيد له أسقطه، وأتى بكلمة من (كيسه) بمعناه، وصرَّح بذلك، وانظر "المنهل الروي" (٨٣)، "فتح المغيث" (٢/ ٤٥).
(١) كذا في "المنهل الروي" (٨٤) و"الإرشاد" (١/ ٣٦٤) للنووي، وهو ليس كذلك، إذ أسنده القاضي عياض في "الإلماع" (٩٢) بسماعه من شيخه أبي محمد عبد الرَّحمن بن أبي عبد الله بن محمد بن عتاب القرطبي عن أبيه.
فصاحب هذا القول هو أبو عبد الله - لا أبو محمد - محمد بن عتاب مولاهم، المالكي، مفتي قرطبة وعالمها ومحدِّثها. (ت ٤٦٢ هـ) ترجمته في "السير" (١٨/ ٣٢٨).
(٢) الإلماع (٩٢، ١٤١) وتتمة كلامه: "لأنه قد يغلط القارئ، ويغفل الشيخ أو يغلط الشيخُ إن كان القارئَ ويغفل السامعُ، فينجبرُ له ما فاته بالإجازة". أورده ابن الصلاح (٣٢٨ - ط بنت الشاطئ) وقال قبله: "فيما نرويه عن الفقيه أبي محمد … عن أبيه" وقال على إثره: "هذا الذي ذكرناه تحقيق حسن". وقال السخاوي في "فتح المغيث" (٢/ ٤٨) على إثره: "وكلام ابن عتاب إلى الوجوب أقرب، وهو الظاهر من حاله، فإنه كان كثير الاحتياط والورع" ووجهه بالنسبة إلى زمنه (ابن عتاب) وما بعده.
وفي هذا ردٌّ ضمنيٌّ على ما قرره في "التبصرة والتذكرة" (٢/ ٥٠) من أن أول من كتب الإجازة في طباق السماع أبو الطاهر إسماعيل بن عبد المحسن الأنماطي (ت ٦١٩ هـ)، قال: "فجزاه الله خيرًا في سنِّهِ ذلك لأصل الحديث، فقد حصل به نفع كثير". =

<<  <   >  >>