للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

زائدة على ما ذكره الشيخ تقي الدين من اثنين (١).

[[سن سلمان الفارسي]]

وقد نَقَلوا اتِّفاقَ العلماءِ على أنَّ سلمان -رضي الله عنه-، عاش مئتين وخمسين سنة، وقيل: ثلاث مئة وخمسين سنة (٢)، وتوفي بالمدائن سنة ست


= ابن عبد البر في "الاستيعاب" (١/ ٤٠٢).
(١) كذلك النووي في "تهذيبه" (١/ ١٥٧، ١٦٦) و"إرشاده" (٢/ ٧٧٦) لم يذكر غيرَهما!!
(٢) ليس كذلك قطعًا! نعم، ورد مسندًا عند ابن إسحاق في "السيرة" (ص ٩٢) - وهو في "سيرة ابن هشام" (٢/ ٢٨٢ - ٢٨٣) -، ومن طريقه البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٩٩) وابن سعد في "الطبقات" (٤/ ٨٠) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لسلمان -بعد قصة إسلامه-: "إن كنتَ صدقتني يا سلمان، لقد رأيتَ عيسى ابن مريم عليه السلام".
ولكنه حديث مقطوع، وفيه مبهم، قيل إنه الحسن بن عمارة، وهو ضعيف بإجماع منهم، قاله السهيلي في "الروض الأنف" (١/ ٢٥٢ - ٢٥٣)، والفترة بين عيسى ومحمد -صلى اللَّه عليهما وسلم- ست مئة سنة، كما في "صحيح البخاري" (٣٩٤٨) من حديث سلمان نفسه، وعليه يكون سلمان عاش هذه المدة، وقيل فيها: خمس مئة وستون، قاله قتادة. وقيل: خمس مئة وأربعون، قاله الكلبي، وقيل: أربع مئة سنة، انظر "السيرة النبوية" (١/ ٣٠٣ - ٣٠٤) لابن كثير.
وهذا مردود بيقين، قال السخاوي في" التحصيل والبيان في سياق قصة السيد سلمان" (ص ٢٤٦ - نشر الدار الأثرية) على إثر ما سبق: "فأقل ما قيل فيها إنها أربع مئة سنة، وأكثر ما فيها ست مئة بالشمسية، وسلمان أكثر ما قيل: إنه عاش مئتين وخمسين سنة، واختلفوا فيما زاد إلى ثلاث مئة وخمسين سنة".
قلت: وهذا الذي ذكره المصنف، ومستنده: ما أخرجه أبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين" (١/ ٢٣٠) - ومن طريقه أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" (١/ ٤٨٠)، - ومن طريقهما ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٧/ ٤٣٦) والخطيب=

<<  <   >  >>