لم أظفر بنسب أبي الحسن في الكتب التي ترجمت له، ولكنه كما قال السيوطي في "بغيته"(٢/ ١٧١)"كان في لسانه عجمة"، فلعل أصله غير عربي.
وأكد هذا عصريُّه الصفدي لما قال عنه في "أعيان العصر"(٣/ ٤٠٩): "وسمعتُ عبارته إلا أنها في عُجمتها تُورِدُ من الدُّرِّ مُخشلبه".
* ميلاده وموطنه:
نعته مترجموه بقوله:"الأَرْدَبيلي ثم التِّبريْزي"، وهكذا أثبتها هو بخطّه، وقال الصفدي في "الأعيان"(٣/ ٤٠٧): "الأردبيلي المولد، التِّبْريزي الدار".
و (أردبيل) من أشهر مدن أذْرَبيجان، وكانت قبل الإسلام قصبتها، قاله صاحب "مراصد الاطلاع"(١/ ٥٣) وهو في أصله "معجم البلدان"(١/ ١٤٥) وزاد الحميري في "الروض المعطار"(٢٦): "من الثغور الجزرية، بينها وبين المراغة نحو أربعين". واكتفى البكري في "معجم ما استعجم"(١/ ١٣٧) بقوله: "مدينة بأذربيجان معروفة" وفصّل لتسرنج في "بلدان الخلافة الشرقية"(٢٠٢ - ٢٠٣) الكلام عليها، على وجه حسن مليح. وأما (تبريز)، "فهي الآن أجلّ مدينة في القسم الشمالي الغربي من بلاد فارس"، كذا في "بلدان الخلافة الشرقية"(١٩٤) وهي ليست ببعيدة من (أردبيل)، وقول صاحب "الروض المعطار"(١٣٠) عنها: "في خراسان" فيه تجوّز كبير!
وكان مولد صاحبنا أبي الحسن سنة سبع وسبعين وست مئة (١)،
(١) قال ابن حجر في "الدرر الكامنة" (٣/ ٧٢): "ولد في حدود السبعين، ثم حرره في سنة سبع وسبعين ". =