للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو حاتم: "كثيرًا ما يحدِّث بُسر عن أبي إدريس، فغلط ابن المبارك، فظنَّ أن هذا ممَّا رواه عن أبي إدريس، عن واثلة، وقد سمع هذا بُسر عن واثلة" (١).

* [متى يتحقق الوهم]:

* وإنَّما تحقَّق الوهم للزائد إذا دلَّت قرينةٌ أنَّ الرَّاوي لم يسمع من كليهما، فيحمل حينئذٍ على الزِّيادة، أو يثبت الوهم كما ذكر أبو حاتم في الزيادة، أما إذا لم توجد قرينة ذلك فمن الجائز قد سمع ذلك من رجل عنه، ثم سمعه منه نفسه، فيكون بُسر في الحديث المذكور قد سمعه من أبي إدريس، عن واثلة، ثم لقي واثلةَ فسمعه منه كما جاء مثله مصرِّحًا به في غير هذا، فلا يحمل على الوهم.


= (١/ ٢٤٢)، والحاكم (٣/ ٢٢١)، والطحاوي (١/ ٥١٥) والطبراني في "الكبير" (١٩/ ١٩٣)، وفي "مسند الشاميين" (٥٨٠) وأبو نعيم (٢/ ١٩) وفيها التصريح بالسماع.
* "الوليد بن مزيد؛ أخرجه أبو عوانة (١/ ٣٩٨) والبيهقي (٤/ ٧٩).
فهؤلاء جميعًا رووه دون ذكر (أبي إدريس)، وانظر التعليق الآتي.
(١) "العلل" (١/ ٣٠٤) ونقل الترمذي عن البخاري قوله: "حديث ابن المبارك خطأ، أخطأ فيه ابن المبارك، وزاد فيه عن أبي إدريس"الخولاني"، وهكذا قال الدارقطني في "العلل" (٧/ ٤٣ - ٤٤ رقم ١١٩٩) وأقره المزي في "تحفة الأشراف" (٨/ ٣٢٩).
وقال ابن خزيمة (٢/ ٨): "أدخل ابن المبارك بين بُسر بن عبيد الله وبين واثلة: أبا إدريس الخولاني في هذا الخبره.
قلت: وقد خالف ابنَ المبارك خمسةٌ من الشاميين في إسناد حديث شامي، وهم أعلم به منه، وأما رواية نعيم بن حماد والعباس بن الوليد النرسي عن ابن المبارك بإسقاط أبي إدريس، فلعله رجوع منه، إلى الجادة، واختلف فيه على النرسي، وتقدمت روايته.

<<  <   >  >>