للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا يشترط في الإرسال أن يكون المرسل تابعيًّا كبيرًا، وهو الذي لقي جماعةً من الصحابةِ وجالسهم، كعُبيد الله بن عَدِي بن الخِيَار (١)، أو التَّابعي الصغير الذي لقي بعضًا منهم، كالزهري (٢) على الأصحّ، وعند الأصوليين (٣): المرسل: قولُ من لم يلقَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[[حكم الحديث المرسل]]

٤٦ - ثم حُكم الحديثِ المرسل حُكمُ الضعيف إلا أن يصحَّ مخرَجُهُ بمجيئه من وجه آخر بإرسالٍ أو إسنادٍ (٤)، ولهذا احتجَّ الشافعي


(١) قتل أبوه ببدر، وكان هو في الفتح مميّزًا، فعُدَّ في الصحابة لذلك، وله ترجمة في "أسد الغابة" (٣/ ٢٥٦) والصحيح - كما قال المصنف - أنه تابعي كبير، وعده مسلم في كتابه "الطبقات" (رقم ٦٢٩ - بتحقيقي) ضمن (تابعي أهل المدينة). وانظر: "طبقات خليفة" (٢٣١)، "طبقات ابن سعد" (٥/ ٤٩)، "المحبر" (٣٥٧)، "المعرفة والتاريخ" (١/ ٤١١)، "السير" (٣/ ٥١٤) وفيه: "ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبوه من الطلقاء، ما ذكره في الصحابة أحدٌ سوى ابن سعد".
قلت: فهو تابعي كبير من حيث الرواية، صحابي من حيث الرؤية إن أُحضر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعادتهم، وينظر ما سيأتي في التعليق على (ص ٧٢١) من هذا الكتاب، وينظر: "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ق ١٨/ أ - ب).
(٢) له رواية عن تسعة عشر صحابيًّا، وأرسل عن غيرهم، انظر أسماءهم في "الإمام الزهري وأثره في السنة" (ص ٩٣ - ٩٨) لحارث الضّاري، ثم وجدت مُغُلْطاي ساق (٢٢) صحابيًّا روى عنهم الزهري!
(٣) انظر شرحي على "الورقات" المسمى "التحقيقات والتنقيحات" (ص ٤٥٥)، وينظر أيضًا: "اللمع" (٤٤)، "أصول السرخسي" (١/ ٣٥٩ - ٣٦١) "البحر المحيط" (٤/ ٤٠٧).
(٤) انظر شرحي على "جزء أبي عمرو الداني في علوم الحديث" المسمى "بهجة المنتفع" (ص ٢٢٣) وما بعدها.

<<  <   >  >>