للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[[آداب المعلم في نفسه]]

١٨٠ - وَلْيَكُنْ حَريصًا على نَشْرهِ مُبتغيًا جَزيل أجْرِه، وليقْتَدِ بمالكٍ - رضي الله عنه -، كَانَ إذَا أرادَ أنْ يُحدِّث تَوَضَّأ، وَجَلَسَ على صَدْرِ فِرَاشِهِ، وَسَرَّح لحيتَه، وتمكَّن في جُلُوسِه بوَقَارٍ، وهَيبةٍ، وحَدَّث، فَقيلَ له في ذلك، فَقَال: أُحِبُّ أَنْ أُعظِّمَ حديثَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وكَانَ يَكْرَهُ أنْ يحدِّث في الطَّريق أو هُو قَائمٌ، أو مُسْتَعجِلٌ (١).

ورُوي عنه أنّه كان يَغتسلُ لذَلك، ويتبخَّرُ، ويتطيَّب، وإذا رَفَعَ أحدٌ صَوتَه في مَجلِسه، زَبَره (٢)، وقال: "قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: ٢]، فَمَن رَفَعَ صوتَه عندَ حديثِ


= "قلت: نعم، يطلبه أولًا، والحاملُ له حُبُّ العلمِ، وحبُّ إزالةِ الجهلِ عنه، وحُبُّ الوظائفِ، ونحوُ ذلك. ولم يكن عَلِمَ وجوبَ الإِخلاص فيه، ولا صِدقَ النِّية، فإذا عَلِمَ، حاسبَ نفسَه، وخاف من وَبَالِ قصدِه، فتجيئُه النِّية الصَّالحة كلُّها أو بعضُها، وقد يتوبُ مِن نيته الفاسدة ويندَمُ. وعلامة ذلك أنه يُقصِر من الدَّعاوى وحبِّ المناظرة، ومِن قَضد التَّكثُّر بعلمه، ويُزْري على نفسه، فإن تكثَّر بعلمه، أو قال: أنا أعلمُ مِن فلان فَبُعْدًا له".
وما بين المعقوفتين سقط من الأصل، وأثبته من مصادر التخريج، و"مقدمة ابن الصلاح" ومختصراتها.
(١) أخرجه من طرق عن مالك بألفاظ متقاربة، وبعضهم اختصره: الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (٥٨٥) والخطيب في "الجامع" (١/ ٤٠٨) والسمعاني في "أدب الإملاء والاستملاء" (ص ٤٦ - ٤٨) وأبو نعيم في "الحلية" (٦/ ٣١٨) وابن الصلاح في "علوم الحديث" (٤٢٢ - ٤٢٣ - ط بنت الشاطئ)، وينظر: "ترتيب المدارك" (٢/ ١٤ - ١٦).
(٢) في "مقدمة ابن الصلاح" (٤٢٣ - ط بنت الشاطئ): "زجره" وكالمثبت في "الإرشاد" (١/ ٥٠٣) و"المقنع" (١/ ٣٩٩) و"المنهل الروي" (١٠٧) وهما بمعنى.

<<  <   >  >>