(١) لا خفاء برجحان رتبة مَن لازمه - صلى الله عليه وسلم -، وقاتل معه، أو قتل تحت رايته، على من لم يلازمه، أولم يحضر معه مشهدًا، وعلى مَنْ كلَّمه يسيرًا، أو ماشاه قليلًا، أو رآه على بُعد، أو في حال الطفولة، وإن كان شرف الصحبة حاصلًا للجميع، ومن ليس له منهم سماع منه، فحديثه مرسل من حيث الرواية، وهم مع ذلك معدودون في الصحابة، لما نالوه من شرف الرؤية، أفاده ابن حجر في "الإصابة" (١/ ٩) و"النزهة" (ص ٥٦). (٢) هنالك ضوابط ثلاثة كلية تعين على معرفة الصحابة، ذكرها ابن حجر في "الإصابة" (١/ ٨ - ٩) واستفادها من الآثار، هي: الأول: أنهم كانوا لا يؤمّرون في المغازي إلا الصحابة، قال: "فمن تتبّع الأخبار الواردة في الردة والفتوح وجد من ذلك شيئًا كثيرًا". الثاني: قال عبد الرحمن بن عوف: "كان لا يولد لأحد مولود إلا أتى به النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، فدعا له، أخرجه الحاكم (٤/ ٤٧٩) وغيره. قال ابن حجر: "وهذا يؤخذ منه شيء كثير أيضًا". الثالث: أنه لم يبق بمكة والطائف أحد في سنة عشر إلا أسلم وشهد حجة الوداع، فمن كان في ذلك الوقت موجودًا اندرج فيهم، لحصول رؤيتهم للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن لم يرهم هو. =