سابعًا: رحل المصنف إلى أكثر من بلد، سبق ذكر بعضها، واستقر به المقام في مصر، وقد اعتنى ابن الملقن في كتابه "العقد المذهب"(٤١٥) بتفصيل مجريات ما حصل له بمصر، فقال بعد سياق اسمه:"نزيل القاهرة، وكان فاضلًا عن علوم كثيرة، من أعرف الناس "بالحاوي الصغير"، وبالأصول، والحساب، حج من بلاده سنة اثنين وعشرين وسبع مائة، وقدم مصر فنزل بالحسامية، فأحدث ابن واقفها له بها تصدرًا، حضرت فيه عنده وأنا الآن متصدر به، وأضيف إليه التدريس بها أيضًا، وحصل له في آخر عمره صمم بحيث أنه كان يقرئ والكتاب بيده ويشير إلينا هل فهمتم (١)، صنف في الحساب، وشرح "المصباح"، وعمل أحكامًا في علم الحديث وأسمعها، سمعت عليه بعضها سماها "القسطاس" تعب عليها كثيرًا، وأفرد أحاديث الضعفاء في جزئين، وكان خيِّرًا ملازمًا للعبادة والبر".
وقال ابن حبيب في "تذكرة النبيه"(٣/ ٨٩): "وكانت إقامته بالقاهرة المحروسة، وبها توفي رحمه الله تعالى".
وقال ابن قاضي شهبة في "طبقات الشافعية"(٣/ ١٨٨) والسيوطي في "حسن المحاضرة"(١/ ٤٧٢): "نزيل القاهرة".
* تلاميذه:
وصفه غير واحد بأنه -رحمه الله- "لازم شَغْلَ الطَّلبة بأصناف العلوم إلى أن توفِّي"، كذا في "طبقات الشافعية الكبرى"(١٠/ ١٣٨) و"شذرات الذهب"(٦/ ١٤٩).
(١) المراد أنَّ الصَّمم اشتدَّ عليه، قال المقريزي (٢/ ٣/ ٦٩٨) عنه: "وقد اشتدَّ صممه".